✍️:[ مراد ابو محمد]
ابن الجزائر 🇩🇿✊🇵🇸
تقرير تحليلي حول الزيارة المفاجئة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية وتوجهه المباشر إلى الجزائر
المقدمة
شهدت المنطقة العربية في الأيام الأخيرة تطورات متسارعة فرضتها التصريحات العلنية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أعاد طرح رؤيته التوسعية لما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى”، مشيرًا إلى أطماع تمتد إلى أراضٍ عربية حساسة، تشمل الأردن وسيناء المصرية وأجزاء من الأراضي السعودية. وفي خضم هذه التهديدات، جاءت الزيارة الخاطفة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية ولقاؤه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أعقبها توجهه المباشر إلى الجزائر للقاء الرئيس عبد المجيد تبون.
خلفيات الزيارة
1. التهديدات الإسرائيلية المباشرة: تهديد نتنياهو باجتياح قطاع غزة بشكل كامل، وتهجير سكانه، شكل ناقوس خطر يستدعي تنسيقًا عربيًا عاجلًا.
2. التحولات في ميزان القوى الإقليمي: الوضع في البحر الأحمر، والضغوط الأمريكية–الإسرائيلية على مصر والسعودية، جعل من الضروري البحث عن بدائل عربية ذاتية بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.
3. الدور الجزائري المتنامي: الجزائر باتت تُعتبر في السنوات الأخيرة اللاعب العربي الأكثر استقلالية في القرار السياسي، والمبادر لتشكيل توازن إقليمي يردع مشاريع الاحتلال والتوسع.
أهداف التحرك الثلاثي المحتمل
تشكيل محور دفاعي – تشاوري: مصر تمتلك الثقل العسكري، السعودية الثقل المالي والسياسي، والجزائر الشرعية الثورية والدبلوماسية، ما يفتح الباب أمام تحالف متكامل.
إرسال رسالة ردع لإسرائيل: مفادها أن أي محاولة لاقتطاع أراضٍ عربية أو تهجير الفلسطينيين ستواجه بموقف عربي موحد، وربما بخيارات عسكرية دفاعية.
تحصين الجبهة الداخلية العربية: مواجهة محاولات إشعال الفتن بين الدول العربية وتشتيت القرار الجماعي.
مؤشرات على احتمالية المواجهة
1. طبيعة الزيارة: السرعة والخفة في التحرك تعكسان وجود تهديد عاجل لا يحتمل المماطلة.
2. سياق التصريحات الإسرائيلية: الحديث عن احتلال غزة وتهجير الفلسطينيين يرقى إلى إعلان نوايا حرب.
3. الدور الجزائري في الوساطات: الجزائر تسعى منذ مدة لتوحيد الموقف الفلسطيني–العربي، وهو ما يجعلها مركز ثقل في أي مواجهة سياسية أو عسكرية مقبلة.
الخلاصة
الزيارة الخاطفة للسيسي إلى السعودية ثم الجزائر لا يمكن فصلها عن التهديدات الأخيرة التي أطلقها نتنياهو. ويبدو أن هناك محاولة عربية لتشكيل تحالف ثلاثي (مصر–السعودية–الجزائر) كخطوة أولية نحو بناء جبهة ردع أمام مشروع “إسرائيل الكبرى”. وفي حال أصرّ الاحتلال على مخططاته التوسعية، فإن المنطقة قد تكون بالفعل أمام مواجهة مفتوحة لإفشال هذه المخططات.
✍️:[ مراد ابو محمد]
ابن الجزائر 🇩🇿✊🇵🇸