ينفذ “مهمة تاريخية وروحية”

ينفذ “مهمة تاريخية وروحية”
نتنياهو : إسرائيل الكبرى تضم فلسطين وجزءا من الأردن ولبنان وسوريا ومصر
يقول رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو جهارا نهارا إنه ينفذ “مهمة تاريخية وروحية”، لافتا إلى أنه يؤيد “رؤية إسرائيل الكبرى” التي تشمل وفق مزاعم صهيونية مناطق تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وجزءا من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.
جاء ذلك خلال مقابلة مع قناة “i24” الصهيونية نشر تفاصيلها، أمس الثلاثاء، موقع “تايمز أوف إسرائيل” الصهيوني .
وذكر الموقع أن نتنياهو قال خلال المقابلة إنه يشعر بأنه في “مهمة تاريخية وروحية”، وإنه “مرتبط جدا برؤية إسرائيل الكبرى بحسب وسائل اعلام فلسطينية ودولية.
كان وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش قد قال في العام 2016 وكان حينها عضوا في الكنيست الصهيوني في مقابلة مع قناة تلفزيونية صهيونية ، إن “حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق” وإن “على إسرائيل الاستيلاء أيضا على الضفة الشرقية من نهر الأردن (مملكة الأردن)”.
ورغم أن الفيديو قديم، فإن تكرار سموتريتش لهذه التصريحات في مناسبات عديدة لاحقة، يسلط الضوء على أوهام اليمين المتطرف بتوسيع حدود إسرائيل لتشمل أجزاء واسعة من منطقة الشرق الأوسط، وهو طرح تؤيده بعض الأصوات حتى خارج اليمين المتطرف.
ويستند داعمو هذه الأوهام إلى أحد النصوص في التوراة، والتي عززتها أصوات في الحركة الصهيونية منذ بداية تأسيسها، بحسب مراقبين.
ويبدو أن الإعلان عن تلك الأوهام يتزايد مع كل حرب تدخلها إسرائيل؛ حيث تتصاعد حماسة هؤلاء لتحقيق أحلامهم المدفونة.
وهذا ما حدث بالفعل في سياق حرب الإبادة الحالية التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي تزامنت مع تصعيد عدوانه على الضفة الغربية وبدء اشتباكات مع “حزب الله” في لبنان توسعت إلى حرب شاملة مؤخرا وفق ما ذكر موقع “الجزيرة نت”.
ففي 19 مارس/ آذار 2023، وقف الارهابي سموتريتش خلال زيارة إلى باريس أمام منصة عليها خريطة لـ”أرض إسرائيل الكبرى” المزعومة، تضم كامل فلسطين التاريخية والأردن، ما أثار حينها موجة من الغضب.
كما أنكر سموتريتش، آنذاك، وجود شعب فلسطيني من الأساس، زاعما أنه هذا الشعب “بدعة تمّ اختراعها قبل مئة عام لمحاربة المشروع الصهيوني في أرض إسرائيل”.

وتفاعلا مع فيديو سموتريتش، نشر الكاتب ديفيد ميلر عبر حسابه على منصة إكس، خريطة تزعم أن “حدود دولة إسرائيل الكبرى تشمل أجزاء من مصر والعراق والسعودية وسوريا، إلى جانب كامل فلسطين التاريخية والأردن ولبنان”.
وأرفقها بتعليق، “مفاجأة! لقد كان العرب على حق منذ البداية بشأن ’إسرائيل الكبرى’، لقد كانت هذه هي الخطة دائمًا”.
تاريخيا، تعود جذور هذه الأوهام التوسعية لليمين المتطرف إلى معتقدات دينية، مفادها أن الأرض الموعودة تمتد من نهر مصر إلى نهر الفرات بالعراق.
فيزعم معهد “التوراة والأرض” االصهيوني عبر موقعه الإلكتروني، أن “أرض إسرائيل الكبرى تمتد من نهر الفرات شرقا إلى نهر النيل جنوبا”.
هذه المعتقدات حملها وأصّل لها قادة الحركة الصهيونية منذ بدايتها قبل أكثر من 120 عاما.
فمؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هيرتزل، حين أعلن مشروعه التوسعي عام 1904، زعم أن “حدود دولة إسرائيل تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات”.
ومن أخطر المخططات الصهيونية في هذا السياق، خطة “ينون” التي كتبها عوديد ينون، الصحفي والدبلوماسي ومستشار رئيس الوزراء الصهيوني السابق أرئيل شارون.
وظهرت هذه الخطة للمرة الأولى في مجلة “كيفونيم” (اتجاهات) التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية في فبراير/ شباط 1982، واستندت إلى رؤية هيرتزل ومؤسسي دولة الكيان الصهيوني نهاية الأربعينيات، ومنهم الحبر اليهودي فيشمان.
وأعاد موقع مركز دراسات العولمة الأمريكي “غلوبال ريسيرش” نشر الوثيقة بعد ترجمتها إلى الإنجليزية في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.
وقال عنها محرر الموقع ميشيل شوسودوفسكي، إنها تتعلق بإقامة “إسرائيل الكبرى”، وتشكل حجر الزاوية في سياسات القوى السياسية الصهيونية الممثلة في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكذلك في سياسات مؤسستي الجيش والاستخبارات بإسرائيل.
وأشار إلى أن هذه الخطة تركّز على إضعاف الدول العربية وتقسيمها لاحقا كجزء من المشروع التوسعي الصهيوني، وعلى الاستيطان بالضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من فلسطين وضم الضفة وقطاع غزة لإسرائيل وفق ما ذكرت “الجزيرة نت”.
وأضاف أن “إسرائيل الكبرى” ستضم أجزاء من لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر والسعودية، وستنشئ عددا من الدول الوكيلة لضمان تفوقها في المنطقة، وأن وثيقة “ينون” هي استمرار لمخطط الاستعمار البريطاني في الشرق الأوسط.
وأوضح أن إقامة “إسرائيل الكبرى” تتطلب تفتيت الدول العربية القائمة حاليا إلى دويلات صغيرة تصبح كل منها معتمدة على إسرائيل في بقائها وشرعيتها، لأن الأخيرة لا تستطيع الاستمرار في البقاء إلا إذا أصبحت قوة إقليمية مهيمنة “إمبريالية”.
وتدعو الوثيقة لتقسيم العراق إلى دولة كردية ودولتين عربيتين واحدة للشيعة وأخرى للسنة، وأيضا تقسيم لبنان وسوريا ومصر وإيران والصومال وباكستان، وتقسيم دول شمال إفريقيا، وتوقع أن يبدأ ذلك من مصر، وينتشر إلى السودان وليبيا وبقية المنطقة.
وسيتم تقسيم الدول العربية وغيرها على أسس عرقية أو طائفية وفقا لحالة كل دولة.
أليس هذا ما يحصل فعلا اليوم على مرأى و مسمع العرب و المسلمين والمجتمع الدولي.. ومع ذلك يحدثونك عن التعايش و السلام . وهم يدركون جميعا أن السلام والاحتلال نقيضان لا يلتقيان أبدا .
عبدالله الحسين
نابلس : فلسطين المحتلة

Leave a Reply