في تصور لحوار بين مواطن لبناني ورئيس الجمهورية كتب الاستاذ Hani A Chahine
المواطن:
سيدي الرئيس، لطالما دعوتَ إلى تسليم سلاح المقاومة إلى الدولة.
الرئيس:
نعم، هذا صحيح.
المواطن:
حسنًا، إذا سُلِّم السلاح.. ما الذي ستفعل به الدولة؟
الرئيس:
سنتلفه.
المواطن (مستغربًا):
تتلفونه؟ ولماذا؟
الرئيس:
لأن الجيش اللبناني ممنوع عليه، دوليًا، امتلاك سلاح ردع فعّال.
المواطن:
هل يعني ذلك أن لبنان مُعرَّض للخطر؟
الرئيس:
نعم، بالتأكيد. فإسرائيل تُهدد، والجماعات الإرهابية على الحدود لا تزال تشكل خطرًا دائمًا.
المواطن:
وهل الدولة اللبنانية قادرة على حماية لبنان من هذه التهديدات؟
الرئيس:
للأسف، لا. إمكانياتنا محدودة.
المواطن:
هل توجد أي ضمانات دولية بعدم تعرّض لبنان لاعتداءات من إسرائيل أو غيرها؟
الرئيس:
لا توجد ضمانات.
المواطن:
هل يمكن للأمم المتحدة أو لدولة كبرى، أو حتى للجامعة العربية، أن تتكفل بحمايتنا؟
الرئيس:
لا، لكن يمكننا السعي للحصول على وعود أو توقيع اتفاقيات مع الولايات المتحدة وإسرائيل تضمن لنا الحماية.
المواطن:
وهل تثق سيدي الرئيس بهذه الوعود؟ وهل تفي أميركا وإسرائيل بالتزاماتها التاريخية؟
الرئيس:
أبدًا، لم يسبق لهما أن التزمتا بأي وعد أو اتفاق.
المواطن:
منذ تأسيس لبنان، هل دافعت الدولة يومًا عن الجنوب أو عن أي جزء من البلاد في وجه الاعتداءات الإسرائيلية؟
الرئيس:
للأسف لا، لم يحصل ذلك.
المواطن:
يعني لبنان مهدَّد، والجيش ممنوع من التسلّح، ولا توجد حماية دولية، والتاريخ يُثبت عجز الدولة، ورغم ذلك، تطالبون بتسليم السلاح الوحيد القادر على الردع والدفاع؟!
الرئيس (مترددًا):
لكن الأميركي يلوّح بالعقوبات، بل حتى باستخدام القوة لنزع السلاح… وهذا قد يعني حربًا على لبنان.
المواطن:
سيدي الرئيس، هل تعتقد أننا سننجو من الحرب والعقوبات حتى لو سلّمنا السلاح؟ أم أنك تثق بنوايا إسرائيل وأميركا؟
الرئيس:
لا أثق بهما إطلاقًا، لكن.. علينا أن نراهن على الحلول الديبلوماسية.
المواطن:
وهل نجحت الديبلوماسية في السابق؟
الرئيس (صامتًا ثم يقول):
لا، لم تنجح.
المواطن (بصوت حاسم):
اسمح لي بسؤال أخير، فليتحمّله صدرك الواسع:
هل تفضّل أن تموت مرفوع الرأس، عزيز النفس، أم خانعًا، ذليلًا؟
الرئيس:
طبعًا، مرفوع الرأس، عزيزًا.
المواطن:
إذًا، حافظ على سلاح المقاومة.. لأنه الكرامة الأخيرة.
H.C