د خالد عبدالمجيد، الأمين العام السابق
لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى قطاع غزةتأتي في سياق محاولة لتجميل صورة الولايات المتحدة، بعد تورطها الواضح في دعم جرائمالاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في ظل ما يحدث خلال عمليات توزيع المساعدات، التي تحوّلت فيكثير من الأحيان إلى مجازر راح ضحيتها مئات بل آلاف الشهداء والجرحى.
وأشار “عبدالمجيد” في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، إلى أن هذه الزيارة جاءت كرد فعل علىحملة دولية متصاعدة تُدين سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل بحق سكان غزة، والتيوُصفت مؤخرًا بأنها “أداة حرب إبادة جماعية”، مؤكدًا أن الضغوط الدولية – الرسمية والشعبية– أجبرت واشنطن على التحرك بعد فشلها في تبرير
وأضاف أن الزيارة تأتي أيضًا في أعقاب المؤتمر الدولي الذي عقد في نيويورك، والذي دعت إليهفرنسا والسعودية لدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقد قوبل هذا المسار السياسي بتنديد أمريكي علني، ما كشف انزعاج الإدارة الأمريكية منالتحول المتزايد في مواقف الدول الحليفة، التي بدأت تتبنى بشكل أوضح خيار “حل الدولتين”،رغم عدم وضوح آليات التنفيذ.
زيارة ويتكوف لغزة تسعى لتغطية الإخفاق الدبلوماسي الإسرائيلي
وأوضح “عبدالمجيد” أن زيارة “ويتكوف” تسعى كذلك لتغطية الإخفاق الدبلوماسي الإسرائيليالمتزايد في المحافل الدولية، ومحاولة ترميم الصورة الأمريكية، خاصة بعد تصريحات الرئيسالأمريكي دونالد ترامب، التي عبّر فيها – على حد وصفه – عن “تباكٍ كاذب” على معاناة غزة، فيظل دعم واشنطن الكامل للعدوان الإسرائيلي.
ورأى أن هذه الخطوة تمثل في جوهرها محاولة لإظهار الولايات المتحدة كوسيط إنسانييسعى للتهدئة، رغم استمرار دعمها غير المشروط لإسرائيل، مشددًا على أن هذه الزيارة قدتُستخدم لاحقًا للضغط على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، وإحراج وسطاء التهدئة منمصر وقطر.
وأكد “عبدالمجيد” أن الأوضاع الميدانية لن تشهد تحسنًا كبيرًا في المدى القريب، وأن حكومةنتنياهو لا ترغب في وقف الحرب أو رفع الحصار، بل تسعى فقط إلى تخفيف الضغط الدولي عبرالسماح الجزئي بإدخال المساعدات.
وأضاف أن كل هذه التحركات تجري في إطار تنسيق أمريكي– إسرائيلي أوسع، يتصل بمشروع“الشرق الأوسط الجديد”، الذي بدأ يُعاد إحياؤه عبر خطوات إقليمية تشمل سوريا ولبنان.
وشدّد “عبدالمجيد” على أن كل هذه المحاولات لن تنجح في خداع الشعب الفلسطيني أوالتغطية على الجرائم المستمرة، وأن المطلوب هو وقف شامل للعدوان، ورفع الحصار،ومحاسبة المسئولين عن الجرائم بحق المدنيين في غزة
