في الذكرى الأولى لاستشهاده…

بقلم المفكر حمزة الزيتوني…

في الذكرى الأولى لاستشهاده…
“لن نعترف بإسرائيل”.. صرخة الكرامة الخالدة
من بين ركام الخذلان، ظلّت كلمات إسماعيل هنيّة نبراساً للمقاومة

في الذكرى الأولى لاستشهاد أحد رموز الصمود والحق، تطلّ علينا ظلال رجلٍ نُقش اسمه في سجلّ المجد والنضال.. إسماعيل هنيّة، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، ذاك القائد الذي لم يهادن، ولم يُساوم، ولم يبع البوصلة، بل ظلّ ثابتاً على مبدئه كالصخرة في وجه الطوفان.

“لن نعترف بإسرائيل” — ليست جملة عابرة، بل عهدٌ قُطع أمام الله والشعب، وميثاقٌ من دمٍ وبارودٍ وركام، اختصر فيه كل معاني الشرف والمقاومة. لم تكن تلك الكلمات مجرّد تصريحٍ سياسيّ، بل كانت أشبه بقَسَمٍ وطنيّ تنوء بحمله الجبال، يُختصر فيه تاريخ شعبٍ يُقاوم منذ أكثر من سبعة عقود.

لقد كان هنيّة عنوان مرحلةٍ صاخبة بالألم والعزّة، واجه فيها القتل والحصار والخيانة والتآمر، ومع ذلك، لم يمدّ يداً لعدوٍّ ولا صافح مغتصباً. كان حادّ اللهجة، شديد اليقين، يرى في الاعتراف بـ”إسرائيل” خيانة كبرى، لا تبررها حسابات السياسة ولا ترخصها مطامع الدنيا.

وفي زمن الخنوع والانبطاح، كانت مواقفه بمثابة صوت الحق الصارخ في برّية الزيف.

اليوم، بعد عام على رحيله، ما زال صدى كلماته يتردّد في ساحات غزة، وعلى أبواب جنين، وفي شوارع نابلس والخليل والقدس.. ما زالت راية “لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض” خفّاقة على جدران التاريخ.

هنيّة لم يكن قائداً عادياً، بل حالة فكرية وعقائدية متجذّرة، مدرسة مقاومة قائمة بذاتها. وحين قال:
“لن نعترف بإسرائيل ولو قطّعونا إرباً إرباً، فلن نُهدي القاتل صكّ غفران”،
كان يُسطّر بذلك وثيقة عزّ لا تُمحى، ويُغلق كل أبواب التطبيع خلفه.

رحم الله الشهيد، وأسكنه في عليين، وجعل من دمه لعنةً تطارد المحتلّ وأعوانه إلى أبد الآبدين.

وفي الذكرى الأولى لاستشهاده، نُجدّد العهد:
لن نعترف بإسرائيل…
ولن نخون فلسطين…

Leave a Reply