هواري بومدين… القائد الذي خذلت المخابرات الفرنسية توقعاتها

هواري بومدين… القائد الذي خذلت المخابرات الفرنسية توقعاتها
في سنة 1957، كانت فرنسا الاستعمارية تضع يدها المرتجفة على كل ما يتعلق بالثورة الجزائرية، تبحث في الملفات وتحلل الشخصيات وتقيس الخطر الكامن في كل قائد ثوري.
وفي إحدى مكاتب شرطة تلمسان، كان ملف الرائد الشاب “هواري بومدين” يُدرَس بعناية، وقد وُصف فيه بأنه “منطوٍ، كثير الحياء، يسمع أكثر مما يتكلم”… تحليل مخابراتي خلاصته أن هذا الشاب لا يشكل خطرًا، ولن يكون له شأن يُذكر في مستقبل الجزائر!

لكن عندما وقعت هذه الوثيقة بين يدي الجنرال الفرنسي شارل ديغول سنة 1958، كتب بجانبها كلمة واحدة:
“أنتم مخطئون!”
لقد صدق ديغول، وكذبت أجهزته الأمنية…
فذلك الشاب الهادئ أصبح في ما بعد مفجّر الثورة الصناعية، وباني الدولة الجزائرية الحديثة، وزعيم دول عدم الانحياز، وواحدًا من أقوى الأصوات في العالم الثالث في وجه الإمبريالية والهيمنة الغربية.
هواري بومدين لم يكن مجرد قائد، بل كان مشروع أمة و إرث مقاومة، ودرسًا خالدًا في أن العظمة لا تُقاس بالكلمات الجوفاء، بل بصمت الفعل وصدق الانتماء.

Leave a Reply