لو كان باستطاعتي الذهاب الى غزة

لو كان باستطاعتي الذهاب الى غزة
لا يهم كيف
بالبحر
أو بالطائرة
أو عبر نفق طويل
سأذهب لا لأحارب
فأنا لا أعرف استخدام الصواريخ
ولا لأخوض اشتباكاً مع قوات لعدو
فلم أعد أمتلك لياقة الجسد
التي فقدتها في حروب ماضية
ولا كي أنقذ الجرحى
والبيوت المدمرة من الدمار
ولا كي أضع كوفية فلسطينية
حول عنقي أمام الكاميرات
ولا كي أقدم أموالاً لدعم صمود الفقراء
فأنا لا أملك شيئاً
ولا كي أكتب ريبورتاجاً حيّاً
أنال عنه جائزة الصحافة الشجاعة
ولا كي أصنع فيلماً
يجوب المهرجانات ويحصد الجوائز
لو كان باستطاعتي الذهاب الى غزة
سأذهب
وأجمع أحذية 155 طفلاً قتلتهم اسرائيل
أجمع كتبهم المدرسية
أقلامهم
حقاءبهم
ضحكاتهم
غرغراتهم
كراسي الحضانة لبعضهم
قناني الحليب لبعضهم الآخر
أثداء أمهات الرُضّع منهم
حبال السرة للأجنة الذين
ُسرقت فرصتهم في التعرف
على عالم الشقاء هذا
لو كان باستطاعتي الذهاب الى غزة
لجمعت كل أسماء الأطفال
وأخذت الحروف كلها
وصنعت منها لغة جديدة
تهزم اللغات كلها
لتليق بقيامتهم
ولا يفهمها أحدٌ سوى الأطفال
الذين أُبيدوا على أيدي القتلة
في أوشفيتز
وغوطة دمشق
وحلبجة
والشجاعية
وشاتيلا.

نصري حجاج /عام 2014
لروحك الرحمه والسلام .
Nasri Hajjaj

Leave a Reply