ستجدني واقفًا بجانب الشيطان في حال اندلعت حرب بينه وبين إسرائيل

ستجدني واقفًا بجانب الشيطان في حال اندلعت حرب بينه وبين إسرائيل

بقلم: محمد منصور – 21 تموز 2025

في اللحظة التي تُقرع فيها طبول الحرب بين إيران والكيان الصهيوني، لا تسألني أين أقف.
أنا لا أقف مع حكومة، ولا مع مذهب، ولا مع أجندة.
أنا أقف مع من يطلق النار على عدوي، على من اغتصب أرضي، وقتل شعبي، وسفك دماء أهلي في غزة، والضفة، وجنين، وبيروت، وقانا، وصبرا، وشاتيلا.

أنا أقف مع كل يد تشد الزناد في وجه إسرائيل، سواء كانت يد شيعي، سني، مسيحي، أو حتى إنسان لا يؤمن بشيء سوى العدالة.

ولا يهمني اسم الجبهة، طالما وجهتها نحو القدس.

هذه ليست حرب طائفية. ولا دخل للدين بها كما يريد البعض أن يُوهمك. هذه حرب شرف، وموقف، ودم.
فالعدو واضح. قال تعالى:

> “وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد” – [سورة البروج: 8]

 

وإسرائيل لم تحاربنا لأننا سنة أو شيعة، بل لأننا نؤمن أن فلسطين لنا.
فهي لا تفرّق بين مذهب ومذهب حين تقصف حيًا في غزة، أو تغتال مقاومًا في لبنان، أو تهدم منزلًا في نابلس.

ومن فرح بصواريخ إسرائيل على إيران… فقد خان دمنا

تلك الفئة التي هلّلت لغارات إسرائيل على إيران، والتي باركت قتل العلماء والضباط، فقط لأنهم إيرانيون…
هؤلاء ليسوا أصحاب موقف.
هؤلاء عبيد المذهب، عبيد الإعلام، عبيد أمريكا بثوب عربي.
والله لو قرأت قلوبهم لوجدت فيها كراهية لإيران أكثر من كراهيتهم لإسرائيل.

ألم يقل النبي ﷺ:

> “من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم” – رواه الحاكم والطبراني.

 

فهل من يهتم بموت المسلمين يُصفّق لصواريخ العدوّ وهي تُمزق أجسادهم؟!

بل قال ﷺ:

> “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا” – متفق عليه.

 

أين البناء؟ أين الوحدة؟ أين شدّ بعضنا لبعض، ونحن نبارك لمن يهدم فينا من الداخل والخارج؟

فإن كان الشيطان يقاتل إسرائيل… فإني واقف معه

لا حبًا به، ولا اقتناعًا بطريقه، بل كرهًا بالصهيونية، وصوتًا ضد الاحتلال.
أنا لا أحتاج أن أحب إيران لأقف معها إن قاتلت عدوي.
أنا أُصلي كما علّمني أبي، وأبغض الظلم كما علّمني ربي.
قال تعالى:

> “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار” – [سورة هود: 113]
والظلم كلّه اجتمع في هذا الكيان المغتصب.

 

هكذا كانوا الصحابة… يعرفون العدو قبل أن يتجادلوا على التفاصيل

وقف خالد بن الوليد في معركة اليرموك إلى جانب رجال كانوا بالأمس خصومًا له، ولكنهم جميعًا عرفوا من هو العدو: الروم، لا بعضهم بعضًا.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

> “كن في الفتنة كابن اللبون، لا ظهر فيُركب، ولا ضرع فيُحلب”

 

لكن إذا ظهر العدو وتكشّف وجهه، فالسكوت خيانة، والحياد مشاركة في الجريمة.

خاتمة: من كان مع فلسطين… فأنا معه

لا تهمّني لحيته، ولا مذهبه، ولا لغته، ولا اسمه.
يهمني فقط أن بندقيته نحو العدوّ لا صدري.
وإن كانت إيران هي الوحيدة التي تقاتل، فلتعلم أني سأقف معها، ولو كنت مختلفًا معها في كل شيء.

بل أقولها كما قالها أحد الشرفاء:

> “لو اجتمع أهل الأرض جميعًا على محاربة إسرائيل، وسُمح لي أن أختار بين أن أكون في صف ملائكة لا يفعلون شيئًا، أو في صف شيطان يُطلق النار نحو تل أبيب، لاخترت الشيطان بلا تردد.”

 

وستجدني هناك، حيث العدوّ يتلقى الرصاص.
ستجدني واقفًا… بصمتي، أو بدعائي، أو بكلمة، أو بطلقة…
لكنني لن أكون أبدًا مع من صفق لصواريخ إسرائيل، أو بارك قتل مقاوم مسلم،
حتى وإن كان “عدو مذهبي”.
فمن يعاديني، لا يعاديني بقدر ما تعاديني إسرائيل.

بقلم: محمد منصور
21 تموز 2025

Leave a Reply