كتائب الشهيد عز الدين القسام… مجدٌ من نارٍ ونور

 

✍️ بقلمي: محمد منصور

حين أكتب عن كتائب القسام، فإنني لا أكتب عن جماعةٍ مسلّحة فحسب، بل عن عقيدة، عن رجالٍ صنعوا من أجسادهم جسورًا للحرية، عن حكاية وطنٍ رفض الركوع، فأنبتَ مقاومين بدلاً من الدمع، وشهداء بدلاً من العجز.

كتائب القسام… عنوان الكرامة وملح الأرض

هؤلاء الرجال هم سطور العزّ التي لا تُمحى، هم صوت المآذن حين يُمنع الأذان، هم وجوه الأطفال حين تُغتال ضحكاتهم.
هم الذين لم يساوموا، ولم يطلبوا مالًا ولا شهرة، فقط قالوا: “سنموت لتعيش فلسطين.”

وقد قال الله تعالى فيهم وفي أمثالهم:
﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ﴾ [محمد:35]
وقال جلّ شأنه:
﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ…﴾ [التوبة:111]

شهداؤهم… زينة الأرض ومفاتيح السماء

شهداء القسام؟ أولئك الذين ودّعوا الحياة على سجادة المعركة، لا يعرفون التراجع، لا يخافون الموت، بل يشتاقونه شوق العاشق لحبيبته.
شهداؤنا ليسوا أرقامًا… هم من رسموا الطريق بدمائهم، من علّمونا أن الموت لأجل الأرض ليس فناء، بل خلودٌ في قلوبنا، ورفعةٌ في السماء.

وقد قال رسول الله ﷺ:
“من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” [رواه البخاري ومسلم].
وقال أيضًا:
“والذي نفس محمد بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله فأُقتل، ثم أحيا، ثم أُقتل، ثم أحيا، ثم أُقتل” [رواه البخاري].

وأنا… ماذا أفعل أمام كل هذا المجد؟

أقف خجلًا من دمهم، عاجزًا عن ردّ جميلهم، لكنني أعدهم –كما كلّ الأوفياء– أن نبقى على الطريق، نكمل الحكاية، نكتب التاريخ، نزرع الأمل، ونحفظ الوصية.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
“إن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه.”
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
“لا خير فيكم إذا لم تقولوا، ولا خير فينا إذا لم نسمع.”

يا كتائب القسام، أنتم النور في زمنٍ ظلامه كثيف…
ويا شهداءنا، أنتم أصدق من عاش، وأطهر من رحل.

✊🇵🇸 “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا، بل أحياء عند ربهم يُرزقون”
سلامٌ عليكم ما دام فينا قلبٌ ينبض… وما دام في السماء نجمٌ يُضيء.

Leave a Reply