رسالة إلى محمود عباس

 

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

أيها الأحرار.. أيها الأبطال..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أكتب إليكم اليوم وفي قلبي غصة، وفي صدري لوعة، لما أراه من مسارعة بعض العربان إلى بيع القضية الفلسطينية بثمن بخس دراهم معدودة. فها هو محمود عباس، ذلك الرجل الذي طالما أثبت التاريخ أنه مجرد دمية بيد الأعداء، يصدر قراراً يزعم فيه إجراء انتخابات للمجلس الوطني، وكأن الأمة لا تعلم أن هذه المسرحية الهزيلة ما هي إلا ستارٌ جديدٌ لتمرير المزيد من التنازلات .

ان قرار عباس.. خطوة نحو التصفية النهائية ، فكيف تجرأ هذا الرجل على الحديث عن انتخابات والقدس تُدنس، وغزة تُذبح، والأقصى يُحاصر؟
– أليس هذا هو نفس الرجل الذي طالب حماس بتسليم سلاحها بينما جنود الاحتلال يذبحون الأطفال في الخليل ونابلس؟

و ما هذه الخديعة الكبرى “الثلث للشتات” ..
– يزعمون تمثيل الشتات ، ولكن أي شتات هذا الذي سيمثله عملاء السلطة؟ وأين صوت مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا ؟ أين صوت من هُجروا من ديارهم عام النكبة ؟

أما الأكثر مهزلة و ايلاما هو “الالتزام بالشرعية الدولية”.. أي شرعية هذه؟ :

-أهي شرعية أمريكية تشرعن الاحتلال؟
– أم شرعية دولية تصمت عن مجازر غزة ؟
– اتقصد يا عباس مثلا انها شرعية تريد تحويل القضية الفلسطينية إلى ملف إنساني بدلاً من قضية تحرر؟

ثم نأتي لموضوع اللجنة التحضيرية.. المسرحية العبثية :
– كيف نثق بلجنة يشرف عليها من باعوا فلسطين قطعة قطعة ؟
– أليس هؤلاء هم نفسهم الذين باركوا التطبيع مع الكيان الصهيوني؟

و يبقى الأخطر وفي ظل ظلام الخيانة الذي يُحاك ضد فلسطين، يطل علينا رأس الفتنة “حسين الشيخ” ليُكمل مسيرة العار التي بدأها سلفه. هذا الرجل الذي تعلّم العبرية في سجون الاحتلال، فما كان منه إلا أن خرج ليتقن لغة الخيانة قبل لغة الأعداء!
عشر سنوات في سجون الاحتلال لم تصنع منه مجاهداً، بل صنعت منه وسيطاً للمحتل!
– رئيساً للشؤون المدنية؟ بل رئيساً لترتيب بطاقات الهوية التي يوزعها المحتل على أبناء شعبنا!
– أمين سر المفاوضات؟ بل أمين سر التنازلات التي تُباع بأبخس الأثمان!

هذا التعيين ليس سوى ضوء أخضر للمحتل لإنهاء القضية الفلسطينية …
– هو الذراع التنفيذي لـ”صفقة القرن” المقبلة
– هو الرجل الذي سيسلم مفاتيح القدس بيديه للمحتلين ..

إن ما يخطط له عباس ورفاقه اليوم هو:
إخراج حماس و المقاومة و جميع الشرفاء من المعادلة و تهميش دور المقاومة لتسهيل تهويد كامل فلسطين.

ولكني من موقعي أقول لهم :

لن تفلحوا.. فشعب فلسطين قد تعلم من دروس الماضي، وعرف أن طريق التحرير لا يكون بالانتخابات المزورة ، ولا بالمؤتمرات الفارغة ، وإنما يكون بالصمود والمقاومة ..

(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)

أخوكم
خالد جبريل (أبو العمرين)
٢٠ تموز ٢٠٢٥ / ٢٥ محرّم

Leave a Reply