(29 يوليو 2025 – ذكرى رحيل أسد فلسطين: ناجي علوش)
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”
أيها الأحرار.. أيها العابرون في درب الجهاد والكلمة والصمود..
اليوم نستحضر ذكرى عملاقٍ من عمالقة الأمة ، و فارساً من فرسانها الذين رحلوا بأجسادهم وبقوا بأفكارهم كالجبال الشامخة . إنه المناضل الوطني والقومي *ناجي إبراهيم علوش* ، الذي فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها في فجر 29 تموز 2012 ، تاركاً وراءه إرثاً نضالياً وفكرياً يكتب بحروف من نور في سجل الأمة :
• الفصل الأول : الميلاد.. والنشأة في أحضان الثورة
وُلد هذا الأسد في بلدة بيرزيت بمحافظة رام الله والبيرة عام 1935 ، حيث ترعرع على حب فلسطين، وتشبّع بروح المقاومة منذ نعومة أظافره . درس في مدارس بيرزيت ، ثم أنهى الثانوية العامة من الكلية الأهلية في رام الله عام 1955 ، لتبدأ رحلته في بناء الذات كي يبني الأمة .
لم يكن ناجي علوش مجرد موظف أو كاتب، بل كان معلماً للثورة، ومترجماً للفكر المقاوم . عمل في الأردن والكويت ولبنان، وأدار دار الطليعة للطباعة والنشر في بيروت (1964-1969) ، وكان مديراً لتحرير مجلة “دراسات عربية” (1965-1972) ، ليصبح صوته مسموعاً في كل وطن عربي يتوق للتحرر…
• الفصل الثاني : في خندق الثورة.. رفض المساومة والانبطاح..
انضم ناجي علوش إلى صفوف حركة فتح ، وأصبح أحد أبرز قيادييها ، وعضواً في المجلس الثوري للحركة . لكنه لم يكن رقماً عادياًو، بل كان صخرةً تتحطم عليها مساومات المتخاذلين . كان رمزاً للتيار اليساري الجذري الذي رفض الانحراف عن خط الثورة، فاختار الرحيل عندما رأى ياسر عرفات – رحمه الله – والتيار التسووي يخذلان القضية .
لقد كان رئيساً للاتحاد العام للكتاب والأدباء والصحفيين الفلسطينيين ، لكنه لم يكن كغيره من المثقفين الذين يتبارون في صالونات الذل ، بل كان مقاتلاً بالفكر والكلمة والموقف .
• الفصل الثالث : سيرة كالقصيدة.. وكالصاعقة..
رحل ناجي علوش جسداً ، لكن سيرته بقيت كقصيدة ملحمية تُقرأ بأصوات عالية في وجه كل من يتجرأ على التفريط بفلسطين . لقد كان:
– معلماً للعزة في زمن الانبطاح.
– شاهد إثبات على أن الثورة لا تُباع بدمى السياسة.
– وثيقة إدانة دامغة لكل من سار في ركاب التسوية.
لقد عاش كالأسد ، ومات كالأسد.. ترك خلفه إرثاً يُدرس للأجيال : أن الكرامة لا تُمسح بدمعة ، وأن الأرض لا تُسترد بابتسامة للغزاة .
الخاتمة: ناجي علوش.. لم يرحل ..
يا أمة العرب.. يا شعب فلسطين.. ناجي علوش لم يمت.. بل صار نجماً في سماء المجد . إن سيرته اليوم تُحرّك الضمائر ، وتُذكّرنا بأن الثورة ليست شعارات ، بل إرادة وتضحيات .
في ذكرى رحيله (29 تموز) ، لن نقول “رحمه الله” فقط، بل سنقول :
“عاش ناجي علوش.. وعاشت فلسطين حرةً عربية”
✍️ بقلم المناضل
الحاج أبو العمرين – خالد جبريل
29 يوليو 2025
{فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا . إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا . وَنَرَاهُ قَرِيبًا}