نظرية نصرغزة..
مقدمة لاستكمال مشروع التحريرعلى المدى البعيد
قال السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام “إنه لا توجد وسيلة آمنة لإسرائيل للتفاوض مع حماس لإنهاء الحرب، مبرزا أن إسرائيل ستفعل في القطاع مثلما فعلت الولايات المتحدة في طوكيو وبرلين بنهاية الحرب العالمية الثانية. . سيأخذون المكان بالقوة ويبدؤون من جديد، مقدمين مستقبلا أفضل للفلسطينيين، على أمل أن يتولى العرب السيطرة على الضفة الغربية وغزة”.
وأشار غراهام، في مقابلة ضمن برنامج “ميت ذا برس” على شبكة “إن بي سي نيوز”، يوم الأحد ( 27 -7-2025 ) إلى أنه يعتقد أن إسرائيل خلصت إلى “أنها لا تستطيع تحقيق هدف إنهاء الحرب مع حماس بطريقة تضمن أمن إسرائيل”.
وأضاف: “أعتقد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توصل إلى هذه الخلاصة أيضا، وأنا بالتأكيد توصلت إليها، لا توجد وسيلة لإنهاء هذه الحرب بالتفاوض مع حماس”.
تصريح يتسق مع ما أفصح عنه وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش في يوليو/تموز 2024 بعد أكثر من 9 أشهر على الحرب “لن نقبل بصفقة تبدد إنجازات الحرب، والصفقة الوحيدة المقبولة هي استسلام من بقي من حماس، وتحرير المختطفين” ومع ما أفصح عنه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة، ومنها في خطابه أمام الكونغرس الأميركي في الشهر نفسه “الجيش الإسرائيلي سوف يبقى في غزة كي لا تشكل أي تهديد عسكري، مشيرا إلى إمكانية تشكيل إدارة مدنية في غزة يقودها فلسطينيون لا يعادون إسرائيل” وكما في حديث ما يسمى وزير التراث عميحاي إلياهو بأن “أحد الخيارات أمام إسرائيل هي إسقاط قنبلة ذرية على القطاع”.
ما تفوه به غراهام وقبله سموتريتش ونتنياهو و إلياهو وغيرهم حتى الان ، يؤكد من جديد أن الاحتلال الصهيوني ينفذ مخطط ابادة كاملة في قطاع غزة وهو حقيقة يفعل ما قامت به الولايات المتحدة في طوكيو وبرلين بنهاية الحرب العالمية الثانية من قتل وتدمير و تهجير وابادة ، حيث أعلن الاحتلال شروعه في تفكيك البنية التحتية للمقاومة، وتدمير بنيتها العسكرية ومنظومات القيادة والسيطرة، متعهدا بقتل كل من شارك في طوفان الأقصى، والقضاء على شبكة الأنفاق الواسعة، والأهم تحرير أسراه من خلال الضغط العسكري، رافضا عرض المقاومة منذ بداية الحرب بالتفاوض لإجراء عملية تبادل أسرى تشمل كل الأسرى من الجانبين.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هنا هوهل انتصر العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني ومقاومته أم انهزم شرهزيمة بعد كل هذه الاشهر من حرب الابادة وما يقابلها من صبر و صمود اسطوريين؟
الواقع على الارض يؤكد أن كيان الاحتلال انهزم إستراتيجيا في غزة رغم فداحة التدمير. وباتت الخسائر البشرية والمادية تتزايد في صفوف جيشه نتيجة صمود الشعب الفلسطيني و مقاومته في جبهتي الميدان العسكري والتفاوض ولعل ما يدلل على ذلك مقتل واصابة العشرات من العسكريين الصهاينة في العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة في قطاع غزة في دلالة على أن الهيكل العسكري لفصائل المقاومة لم يتفكك، وأن عناصرها رغم الحصار وشدة القصف وحجم المجازر الضخم ضد المدنيين، لم يرفعوا رايات الاستسلام، ولم يجعلوا الاحتلال يقرّ له قرار على أراضيهم، وجعلوا أيامه نزيفا متواصلا من الخسائر مانعين إياه من تحقيق أهدافه في العمليات العسكرية وفي المفاوضات حيث يصرون على تمسكهم بـ3 شروط لقبول أي صفقة وهي:
– عودة السكان لشمال غزة دون استثناء الرجال.
– والوقف الدائم لإطلاق النار.
– والتعهد بالانسحاب الصهيوني من القطاع.
بالمختصر المفيد إن “نظرية النصر” لدى الشعب الفلسطيني تترسخ يوميا في قطاع غزة و الضفة الغربية وعموم فلسطين التاريخية من خلال قدرته على الصمود ومنع الاحتلال من تحقيق أهدافه وهذا ليس من باب الادعاء والرطانة اللغوية، ولكن بتقييم موضوعي للحرب ونتائجها قصيرة الأمد وبنود الاتفاق حول صفقة تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار، والأهم بما مهدته من مسارات لاستكمال مشروع التحرير على المدى البعيد.
*ابراهيم عبدالله الحسين
نابلس : فلسطين المحتلة
تم النشر https://awla-elqiblatain.news