نحن لم ننتصر

الصهاينه و الامريكان هم فقط من انتصروا . و نحن هزمنا جميعاً….

﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾

التقسيم الطائفي: جذوره ومخاطره على المجتمعات

مقدمة

التقسيم الطائفي هو ظاهرة اجتماعية وسياسية تقوم على فصل الناس وتصنيفهم وفقًا لانتماءاتهم الدينية أو المذهبية. وتُعد هذه الظاهرة من أخطر ما يهدد استقرار المجتمعات وتماسكها، إذ تؤدي إلى توترات داخلية، وتُستغل سياسيًا في كثير من الأحيان، ما يُفضي إلى صراعات قد تتحول إلى حروب أهلية مدمّرة.

أولًا: جذور التقسيم الطائفي
1. الانقسام التاريخي:
بدأت مظاهر الانقسام الطائفي في مراحل مبكرة من التاريخ الإسلامي، خصوصًا بعد الخلاف السياسي حول الخلافة بعد وفاة النبي محمد ﷺ، والذي تطوّر لاحقًا ليأخذ أبعادًا مذهبية بين السنة والشيعة.
2. الاستعمار:
استعان المستعمرون بتكريس الانقسام الطائفي كوسيلة لـ”فرّق تسُد”، خاصة في دول مثل لبنان والعراق وسوريا، حيث تم توزيع النفوذ السياسي بناءً على الطوائف، مما أسّس لهياكل حكم طائفية لا تزال تؤثر حتى اليوم.
3. الأنظمة السياسية:
تبنّت بعض الأنظمة في العالم العربي نظام المحاصصة الطائفية في الحكم، ما أدى إلى ترسيخ الطائفية كجزء من الهوية الوطنية، لا كمجرد انتماء ديني خاص.

ثانيًا: مظاهر التقسيم الطائفي
• في السياسة:
تُوزَّع المناصب العليا حسب الانتماءات الطائفية، كما في لبنان مثلًا حيث يُخصّص رئاسة الجمهورية للمسيحيين الموارنة، ورئاسة الحكومة للسنة، ورئاسة البرلمان للشيعة.
• في التعليم:
تختلف المناهج التعليمية أو تُفلتر أحيانًا حسب المذهب، ما يكرّس الصور النمطية عن “الآخر المختلف”.
• في الإعلام:
تروّج بعض الوسائل الإعلامية لخطاب الكراهية والانقسام، إما من خلال دعمها لطرف معين، أو بتجاهل سردية الطوائف الأخرى.
• في الحياة اليومية:
يُلاحظ في بعض الدول العربية وجود مناطق سكنية مغلقة لطائفة معينة، أو مشاعر تمييز وكراهية بين الأفراد بناءً على خلفيتهم الطائفية.

ثالثًا: آثار التقسيم الطائفي
1. تفكك النسيج الوطني:
تغيب الهوية الجامعة لصالح الولاءات الطائفية، ما يضعف الانتماء للدولة ويقوّي الانقسام الداخلي.
2. اندلاع النزاعات:
يصبح الصراع الطائفي أداة للاحتراب الداخلي كما شهدناه في الحرب الأهلية اللبنانية، وفي العراق بعد عام 2003، وفي سوريا بعد 2011.
3. إضعاف مؤسسات الدولة:
تفقد الدولة حيادها عندما تُبنى مؤسساتها على أسس طائفية، فينعدم مفهوم الكفاءة، وتنتشر الزبائنية والمحسوبية.
4. التدخل الخارجي:
تستغل بعض الدول الأجنبية الانقسام الطائفي لتعزيز نفوذها، من خلال دعم جماعات معينة ضد أخرى، مما يزيد من تعقيد الأزمات.

رابعًا: الحلول الممكنة
• تعزيز المواطنة الجامعة:
يجب ترسيخ مفهوم المواطنة التي تساوي بين جميع الأفراد بغض النظر عن طوائفهم.
• إصلاح النظام السياسي:
يُفترض الانتقال من المحاصصة الطائفية إلى نظام ديمقراطي عادل يراعي الكفاءة لا الانتماء.
• التربية والتعليم:
تطوير المناهج لتكون شاملة وغير منحازة، تزرع مفاهيم التعددية والتسامح بين الأجيال.
• الخطاب الديني المعتدل:
دعم العلماء والمفكرين المعتدلين الذين يدعون إلى الوحدة ونبذ الطائفية.

خاتمة

إنَّ التقسيم الطائفي ليس قدرًا محتومًا، بل هو نتيجة تراكمات سياسية وتاريخية قابلة للتفكيك بالإرادة الشعبية والنخبوية الجادّة. إن بناء مجتمع متماسك يتطلب تجاوز الانقسامات الطائفية والعودة إلى الأساس الإنساني والوطني الذي يجمع ولا يُفرّق. فالأوطان لا تُبنى على الطوائف، بل على العدالة والمساواة

Leave a Reply