من ذكريات الاعتقال..
بتاريخ 1962024 كنت في غرفة رقم 114 في قسم 8 في سجن رامون..لاحقا تم دمجه مع سجن نفحة.. واصبح اسمهما..غانوت..
كنا 11 اسيرا في الحجرة.. التي لا تتسع ل6 اشخاص.. وكانت هذه الحجرة الحجرة الوحيدة التي فيها حمام افرنجي..ومعدة لذوي الاحتياجات الخاصة..
كان برفقتنا اسير مقعد نتيجة الاصابة اسمه ايمن الكرد..
لم يكن قد مضى على وجودي معهم في الحجرة اكثر من 14 يوما..
وللاسف كان نزلاء الحجرة غير منسجمين..وتكثر الخلافات فيما بينهم..
وقد شعر بعض المقربين مني بالخشية علي.. من وجودي بينهم..
واخرون قالوا: ابو اشرقت راح يضبط الوضع..!!
وفعلا حصلت عدة شجارات بين الاسرى وانا في الغرفة.. وكنت احاول السيطرة على الحالة.. وتم تفويضي من قبل من يعتبرون مرجعيات للقسم بالتصرف.. وهددت المتشاجرين..باننا سنضرب من يستمر باختلاق الازمات..
للحق: كنت راضيا عن وجودي بينهم.. بسبب الجو الروحاني والايماني .. ونعقد جلسات ذكر ودعاء جماعي..
لكن الاسير ايمن الكرد كان موجوعا.. ويعاني من الام حادة في جسده..واثر الاصابة في جسده ما زالت توجعه.. ويحتاج الى حفاظات ولواصق للجروح..
والادارة تمتنع عن تزويده بها..
ومن شدة المه واجواء الغرفة السلبية..كان يدعو من قلبه.. ان يتم التفريق بيننا وان يكون كل منا في مكان..- اعذره طبعا-
الاهم كان معنا اسير نفذ عملية طعن اودت بحياة صهيوني فيعني محكوم بمؤبد.. وقد مضى على وجوده في الاسر عدة سنوات..
ونتيجة الجو المشحون..وايضا حالة ايمن الكرد..قام بخطوة.. احتجاجية اراد منها الضغط على الادارة..- اي ادارة السجن- ولكن لم يكن يعلم ان الزمن غير الزمن.. ومصلحة ادارة السجون لم تعد تهتم لحياة اسير او موته..
وانها مستعدة لقتل كل الاسرى..!!
فقام بكسر – النياجارا-وهي التي تسكب الماء لدفع فضلات الاخراج..
وللاسف التصرف كان مع اجراء اسبوعي تقوم به الادارة..يسمى سوراجيم.. يعني فحص النوافذ لمنع الاسرى من الهرب..وايضا يقومون خلاله بالتفتيش..في مقتنيات الاسرى..ومصادرة ما يعتبرونه ممنوعا..
ومن ضمن الاجراء :يتم نقل الاسرى من حجرة الى حجرة اخرى.. فنقلنا نحن 114 الى 115
فاصبح عددنا 22 اسيرا في حجرة واحدة..
علمت الادارة بالموضوع.. فتم اعلان حالة الطوارئ في السجن..
وجاء السجانون ..في حالة هيجان وعدوانية..
وهنا اختصر التفاصيل
وقاموا بضربنا جميعا… وحيث اني كنت في الصف الاول تم سحبي بعنف شديد.. وقام السجان.. بضربي خلف اذني بقبضة يده.. واصبت بنزيف حاد..
وتم سحلي بعد تقييدي..وجري الى خارج الغرفة..والقائي وكل الاسرى 22 على بطوننا…في ساحة القسم..في مشهد اوجع قلوب كل الاسرى وكان عددنا قرابة 200 اسير..!!!
الشاهد من القصة:كل الاسرى القوا باللائمة على من كسر النياجارا.. واعتبروه غير عاقل..
وربما اني كنت الوحيد من بينهم الذي اخرج له العذر..
ولكن:قد تقوم بفعل هو نبيل ولكنه غير حكيم..
وتدخل المجموع في ازمة يصعب الخروج منها.. او تعرضهم للضرر..
حتى اليوم اعاني من الدوار وفقد التوازن..
