من ذاكرتي .. أول دورية.. دمٌ على جبين الطفولة
✍️ بقلم المناضل خالد جبريل “أبو العمرين”
2 آب/أغسطس 2025
الباب الأول : حيث تُلقن معاني البطولة قبل حروف الهجاء .
كنتُ في الصف الأول الابتدائي حين حملتُ أول لغم (م.د) بيدي الصغيرتين ، وأخي جهاد – وكان في الصف الثاني – يحمل مثله . لم يكن والدنا القائد أبو جهاد ليتركنا نلعب بالدمى بينما رفاق عمرنا يلعبون . أرادنا أن نلعب بالتاريخ ، أن نكتبه بدمائنا قبل أحبارنا .
كانت الدورية مؤلفة من 12 أسداً ، على رأسهم شيخ المجاهدين ، وبينهم:
- -الشهيد أبو كايد (و قد ورث ابناءه حب الوطن و فلسطين و الشهادة و هم من رجال جبهتنا الآن)
– الرفيق أبو علي الدعبول ( رفيق السلاح و رفيقي الذي تشرفت بالحج برفقته الذي صار سيفاً مسلولاً)
-الرفيق أبو حسن الشرع (الذي كان يرسم الخنادق بعينيه قبل حفرها)
-الرفيق أبو سعدة (الذي حوّل السكاكين إلى صواريخ)
-الرفيق أبو نمر اقنعني (الذي صار لغمه نشيداً)
الباب الثاني : عبور وادي زبقين في القاطع الغربي من جنوب لبنان .. حيث لا يعبر الجبناء .
لم نسلك الطريق المباشر إلى زبقين ، فقد كانت أرضاً تزحف بالعملاء كالثعابين . اخترقنا المنطقة المحاذية ، سيراً على الأقدام أربع ساعات كاملة ، حتى بلغنا الشيك الحدودي .
كان شيكاً غريباً ، دائرياً كالقوس لا كالسور ، وكان أبو جهاد قد جهز سلماً خاصاً لقفز الحواجز من هذا النوع . صعد هو ورفاقه الخمسة ، بينما بقينا نحن و الرفاق الاخرين نراقب مع بقية المجموعة بعيون لا تعرف الرعب .
الباب الثالث : الألغام التي زرعها أطفال.. والرمان الذي قطفه الأبطال..
أخذوا منا الألغام ، وعبروا إلى الجانب المحتل . زرعوا 6-7 ألغاماً بطريقة عبقرية :
- كل لغمين فوق بعضهما ، لتفجير آلية العدو حتى لو كانت بكاسحة .
- زرعوها على طريق دورياتهم التي تمر كل ساعة ونصف .
وبينما كنا نترقب ، عاد أبو جهاد يحمل رماناً من أرضنا المحتلة ، كبيراً كقلوبنا لم نرى مثله لايامنا هذه . أما أبو حسن الشرع وأبو نمر فبقيا يراقبان و ينتظران الانفجار و يدهم على الزناد..
الباب الرابع : حين طار الصهاينة والكلب في السماء..
لم ننتظر طويلاً حتى جاءت دورية العدو : نصف مجنزرة مزودة بكاسحة ألغام . ثم انفجار هائل ، رأينا خلاله :
- أجساد الصهاينة تطير في السماء عاليا كالأحذية الممزقة .
- كلبهم يسبح في الهواء كقطعة قماش قذرة .
- دخان أسود يكتب في السماء : هنا كان الأطفال الأبطال.
كانت أول دورية في حياتي ، محفورة بذاكرتي ، لكنها لم تكن الأخيرة .
الباب الخامس : ماء المقاومة.. وسم الخيانة .
اليوم ، وأنا أروي هذه الذكرى ، أرى أبناء جيلنا يبيعون القضية بأبخس الأثمان :
- قادة اليوم يختبئون خلف المكاتب ، ويبعدون أبناءهم عن ساحات الوغى .
- أبو جهاد علمنا أن الموت في وجه العدو أحلى من الحياة على طبق من ذل . كلماته بذاكرتي .. اطلب الموت توهب لك الحياة يا بني ..
و ها هم اليوم يكافئوني :
- دسوا السم في طعامي لقتلي (ونجاني الله) .
- اتهموني وأنا طريح الفراش ، ثم فصلوني من الجبهة وأنا في غيبوبة .
- أعادوا العملاء ليطعنوا الجبهة من الداخل ،
الخاتمة : لن نترك السفينة للجرذان ..
إلى رفاق النضال الأوفياء :
- هذه الجبهة التي بناها أبو جهاد و ابوكم و اخوكم بالدم.. و حفروا الانفاق بأظافرهم كي يحمونا من القصف الصهيونى و هم يسرقها اليوم من لا يستحقون حمل حذائه .
- لن نسمح لهم بتحويلها إلى نادٍ للمتسولين والخونة .
وإلى أعدائنا في الداخل :
- ستسقط أقنعتكم كما سقطت أشلاء ذلك الكلب الصهيوني في وادي زبقين .
✍️ خالد جبريل “أبو العمرين”
2 آب/أغسطس 2025
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}
مرفق بصورتي مع اخي الشهيد جهاد في الصغر ….
تم النشر https://awla-elqiblatain.news