لبنان في عين العاصفة: قنابل سكانية سورية نائمة وخلايا مسلحة تنتظر ساعة الصفر.

كتب إسماعيل النجار،

لبنان في عين العاصفة: قنابل سكانية سورية نائمة وخلايا مسلحة تنتظر ساعة الصفر.

في خضم الانهيار الاقتصادي والسياسي الشامل الذي يعيشه لبنان، يطفو على السطح ملفّ أكثر خطورة مما يتصوره الكثيرون: ملف الوجود السوري غير الشرعي، الذي تحوّل في السنوات الأخيرة من مسألة إنسانية إلى تهديد أمني، ديموغرافي، عسكري، ولم يعد بالإمكان تجاهله أو تبريره بشعارات رنانة.
فما هو المخطط المرسوم للبنان في ظل هذا الوجود المكثف؟ وما هو الدور الحقيقي لمئات آلاف السوريين غير الشرعيين الذين يعيشون في جيوب متداخلة مع النسيج اللبناني، بعضهم داخل خلايا نائمة، مدججة بالسلاح والمخططات، بانتظار “ساعة الصفر”؟
فمن اللجوء إلى التسلّح كيف تغير المشهد؟
منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011، دخل مئات الآلاف من السوريين إلى لبنان عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، تحت غطاء “اللجوء الإنساني”. لكن سرعان ما تحوّل جزء كبير من هذا الوجود إلى عنصر ضغط سياسي وأمني، بفضل غياب الدولة، ووجود قوى داخلية وخارجية استخدمت هذا الملف كأداة نفوذ وابتزاز.
اليوم، تشير التقديرات إلى أن عدد السوريين في لبنان يتجاوز المليونين، بينهم ما لا يقل عن 800 ألف غير مسجلين رسميًا لدى مفوضية اللاجئين. هؤلاء منتشرون في أكثر من 900 بلدة وقرية لبنانية، ويتوزعون في مناطق حساسة، من أطراف الضاحية الجنوبية إلى البقاع، ومن عكار إلى جبل لبنان، وصولاً إلى مناطق كانت تُعد سابقًا محصنة سياسياً أو طائفياً.
لكن المداهمات التي حصلت وتحصل فضحت المستور!، لأنه خلال الأشهر الماضية، نفّذ الجيش اللبناني عدة مداهمات نوعية كشفت ما كان محظوراً الحديث عنه،
في حارة الغوارنة (أنطلياس)،،ضبطت قوات الجيش خلية مجهزة بأسلحة خفيفة وذخائر متطورة وطائرات مسيّرة، مع أجهزة اتصال مرتبطة بجهات مشبوهة.
في بشامون ودوحة عرمون،، اعتُقل عشرات السوريين من دون أوراق شرعية، بعضهم مطلوبون بملفات تفجيرات سابقة.
في الشويفات والضاحية الجنوبية،، تمّت مداهمة شقق سكنية حُوّلت إلى مستودعات عسكرية صغيرة، تحتوي على عبوات وأحزمة ناسفة.
في البقاع (بعلبك وعرسال وسعدنايل)،، كشفت التحقيقات عن روابط بين خلايا سورية وتنظيمات إرهابية مثل “داعش” و”هيئة تحرير الشام”، واستعمال الحدود كممر تهريب للأسلحة والمال.هذه الخلايا لا تتحرك عشوائيًا، بل تنتمي إلى شبكة مخططة ومنسقة بعناية، مدعومة على الأرجح من مخابرات إقليمية، وتنتظر لحظة الانقضاض.إذاً ما هو المخطط المرسوم للبنان وما هو دور هؤلاء؟،المشهد الذي يتكشف لا يشي فقط بخطر أمني داخلي، بل بمخطط مدروس على مراحل، يبدأ بتفريغ ديموغرافي وإضعاف طائفي،الوجود السوري الكثيف بدأ يغيّر وجه العديد من القرى والبلدات اللبنانية، وخصوصاً في المناطق المسيحية والدرزية والسنية، ما يهدد بتغيير التركيبة السكانية في حال انفجر الوضع أو فُرض تسوية ما كونهم يتحكمون بالمفاصل والممرات لكافة المناطق في جميع المحافظات وتحديداً البقاع!؟.
السوريون غير الشرعيين يتواجدون بكثافة عند مداخل العاصمة بيروت (دوحة عرمون، عرمون، الشويفات، خلدة، الكوكودي)، ما يجعل من هذه المناطق نقاط خنق محتملة تربط الجبل بالساحل، وبالعاصمة. فإن تفعيلهم في لحظة إقليمية فاصلة سيكون كارثي.
والخشية الأكبر تكمن في أن يتم تفعيل هذه الخلايا فور حدوث تطور إقليمي مفاجئ (كضربة إسرائيلية لإيران، أو تفكك في النظام اللبناني، أو انفجار داخلي لبناني على أساس طائفي)، لتكون أداة ضغط أو فوضى منظمة تهدف إلى إسقاط ما تبقى من الدولة اللبنانية، أو لتسوية دموية تسبق إعادة رسم الخرائط.
لماذا لا نعي ما يحيط بنا؟ وماذا لو دقّت “ساعة الصفر”؟ ونزل هؤلاء المسلحون إلى الشوارع، أو تم تفعيل خلاياهم في وقت واحد، فإن لبنان حتماً سيدخل في حالة من الفوضى الشاملة، شبيهة بما حدث في الموصل عام 2014 عندما اجتاح داعش المدينة خلال ساعات.
علينا أن نضع في حسباننا كافة السيناريوهات والمتوقع منها،،
تفجيرات متزامنة في مناطق مختلفة.
اغتيالات تستهدف ضباط أو رموز طائفية. واحتلال مراكز بلدية أو أمنية محلية. وقطع طرق رئيسية تربط الجبل بالعاصمة. الأمر الذي سيخلق حالات هلع ونزوح داخلي من مناطق الاشتباك. وبكل تأكيد سيكون هناك خسائر محتملة خلال أول أسبوع بشرياً تُقدر من 1000 إلى 5000 قتيل، مع آلاف الجرحى والمفقودين. وماديًا سيتم تدمير مبانٍ رسمية وحرقها، وتوقف الكهرباء والمياه في بعض المناطق، وضرب الأسواق التجارية في العاصمة والبقاع وصيدا وطرابلس.
مناطقيًا إحتماليات السيطرة المؤقتة على مناطق مختلطة أو رخوة أمنيًا، مثل بشامون وعرمون والشويفات ومنطقة حي السلم المكتظة بالسوريين. وبعض أحياء أنطلياس الدورة وبرج حمود. ومناطق في بعلبك كعرسال وسعدنايل ومنطقة البقاع الأوسط. فإذا حصل ما توقعنا فهل من رادع محلي يستطيع ردعهم؟ أم أن “حزب الله” وقوى أخرى في البقاع والجنوب ستتدخل بقوة لإستعادة السيطرة وضبط الوضع؟، ومحاولة احتواء الفوضى. لكن التحدي يكمن في حجم الانتشار وعدد الجبهات التي قد تُفتح في وقت واحد، الأمر الذي يُرهق القوى التقليدية، ويُدخل البلاد في حرب شوارع مرهقة، قد تُستخدم ذريعة لتدخل دولي أو إقليمي واسع،،
استراتيجياً،،ما يحصل اليوم ليس مجرد أزمة لجوء، بل تهديد وجودي. إن تجاهل حقيقة أن لبنان بات مليئاً بـ”قنابل سكانية سورية موقوتة” يُعد انتحاراً وطنياً. هذه الخلايا المسلحة بين السوريين غير الشرعيين قد لا تكون كبيرة العدد، لكنها شديدة الخطورة، وتمتلك القدرات لخلق الفوضى والانهيار في لحظات حرجة.
لذلك المطلوب ليس فقط مداهمات أمنية، بل قرار وطني شامل بطرد كل وجود غير شرعي، وربط أي دعم خارجي للبنان بخطة أمن ديموغرافي واضحة، تحت سقف السيادة لا تحت راية التسوّل الدولي.
لبنان أيها الإخوة أمام خيارين: إما الاستيقاظ الآن… أو الموت المؤجَّل.

بيروت في،، 27/7/2025

Leave a Reply