من صفحة لمى حبش
كلمات إلى والدي في ذكرى ميلاده اليوم الأول من أب
كنت تدهشني ولا تزال بما كنت تمتلك من يقين وكأنك اليقين ذاته .. اليقين بحتمية العودة إلى ” فلسطين كل شبر من تراب فلسطين ” جملتك التاريخية.. يقين الراسخ الذي لم يتزعزع يوما..كم أحاول اليوم أن أستلهم هذا الإيمان وما أحوجنا إليه في زمن تُعرض فيه فلسطين كل فلسطين للبيع في مزاد علني.. تُباع فيه الأرض وأحلام الأجيال الراحلة والأجيال القادمة.. زمن يُباع فيه حق العودة مقابل ” تعويض” .. تعويض! عن الوطن.. عن الحلم.. عن الروح، زمن يباع فيه تاريخ من التضحيات.. هذا هو منطق التجار والمساومين..
لكن فلسطين لن تذكر إلا من قدّم روحا وعمراً وفكراً ودماً في سبيلها.. حين أحاول اليوم أن أستلهم شيئاً من روحك ليعطيني زاداً وقوة في هذا الليل المظلم الطويل…. أستذكر وجها مضيئأ بهالة روحانية ، إنه نور من عمل وجاهد وزرع الفكرة وأدرك أنها لن تموت، يقين من أدرك أن قضيتنا عادلة ومقدسة.. و بأنه لن يبقى في الأرض إلا ملح الأرض .. لن يبقى في الوادي إلا حجارته..
كنت دائما تقول أن من يأس ومن يروّج لليأس هو من لا يريد أن يعمل ومن لا طاقة له على الحلم…، قضيتنا تحتاج إلى “نفس ثوري طويل” .. هذا ما رددته دائما..
” إن النضال ضد المشروع الصهيوني قد يستمر مائة عام وأكثر فعلى قصيري النفس أن يتنحوا جانباً ” هذه كانت كلماتك.
كم كنت ثوريا وقوميا وإشتراكيا وروحانيا في اَن واحد.. كم كنت منحازا للبسطاء من الناس.. أمنت دائما أن هؤلاء البسطاء هم أبطال القضية وكم صدقت رؤيتك … منسجما كنت مع نفسك ومع مبادئك، صلباً راسخاً كالصخر مضيئا بروحانية وبقوة اليقين والإيمان والثقة فطوبى لك أيها الباقي فينا
لمى حبش