كاتس: الجيش سيبقى في مخيمات شمال الضفة الغربية
أعلن وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس اليوم الأحد عن توجيهاته للمؤسسة العسكرية بتغيير سياسة التعامل مع الضفة الغربية للقضاء على ما اسماه “الإرهاب”. وأكد أن جيشه سيبقى داخل مخيمات شمال الضفة الغربية حتى نهاية العام على الأقل.
وفي تبريره لهدم وتشريد السكان، زعم كاتس ان مخيمات (جنين، طولكرم، نور الشمس) كانت بؤرًا لما اسماه الإرهاب، و يقصد هنا المقاومة الفلسطينية .
ومنذ ثلاث سنوات شنت قوات الاحتلال عملية تدمير وتشريد طالت مخيمات شمال الضفة الغربية سالفة الذكر، حيث شهدت مدينة جنين وطولكرم آلاف النازحين من تلك المخيمات يعيشون ظروفا قاسية لا تقل مرارة عن النازحين في غزة حيث كشف جيش الاحتلال الصهيوني عن خطة يجري تنفيذها لتحويل مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية إلى أحياء سكنية صغيرة، مع شق طرق وتدمير مبان لضمان حرية حركة قوات الاحتلال، وسط خطط شاملة تشمل جميع المخيمات..
وقال مسؤولون عسكريون صهيانة في القيادة المركزية أن التغيير الحاصل بين صيف 2022 وصيف 2025 في الضفة الغربية هو الأبرز منذ عام 1967.
أوضح ضابط صهيوني في حديثه لصحيفة يديعوت احرنوت أن الخطة الهندسية في المخيمات الثلاثة جنين وطولكرم ونور شمس هدفت إلى إنشاء أحياء صغيرة وتوسيع الطرق لضمان حرية الحركة، حيث دُمّر 260 مبنى وشُق 11 كيلومترًا من الطرق لافتًا إلى أن المخيمات كانت محصنة لمنع مرور المركبات، وأنه وفق أمر عسكري ستبقى المنطقة على هذا النحو دون إعادة بناء.
الآن، ووفقًا لقرار القيادة السياسية في “اسرائيل” تضيف صحيفة “يديعوت” ، من المتوقع أن يبقى الجيش الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة حتى نهاية العام على الأقل. وهناك تفكير مُستقبلي بشأن شكل البنية التحتية المُتوقع في المستقبل.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد شن في يناير/كانون الثاني الماضي عملية عسكرية عدوانية مركزة تحت اسم “السور الحديدي” على مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية.
وهدم الاحتلال الصهيوني في مخيمي طولكرم ونور شمس -وفق محافظة طولكرم- قرابة 86 مبنى تضم 258 وحدة سكنية، إلى جانب الهدم المستمر لدفعة جديدة تتكون من 104 مبانٍ سكنية في مخيم طولكرم تحتوي على 400 وحدة سكنية.
وفي مخيم نور شمس وحده هدم الاحتلال 75 مبنى تضم 225 وحدة سكنية. وفي مخيم جنين هدم 690 وحدة سكنية، إلى جانب التبليغ في يونيو/حزيران الماضي عن هدم 96 مبنى تحتوي على 340 وحدة سكنية جديدة.
وتضاف هذه إلى ما هُدم منذ اندلاع الحرب العدوانية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والمقدر بـ50 وحدة سكنية بشكل كلي، و1036هدما جزئيا لمبان ومحلات جراء العمليات العسكرية السابقة في المخيم.
وبحسب إحصاءات دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، فإن ما بين 45 ألفا و50 ألف لاجئ نزحوا من مخيمات شمال الضفة الغربية خلال الأشهر الستة الماضية بعد عمليات التهجير القسري والهدم وتدمير البنى التحتية.
لا شك أن المخططات الصهيونية الجاري تنفيذها في مخيمات الضفة الغربية، تهدف إلى تهجير السكان وتدمير هذه المخيمات ورمزيتها باعتبارها معقلا للمقاومة الفلسطينية بالضفة..تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية .
وحسب ما أفاد موقع “والا” الصهيوني فإن جيش الاحتلال قرر تفكيك مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مدينتي جنين وطولكرم بالضفة الغربية، وتحويلها لأحياء تتيح له حرية أكبر في التحرك وتنفيذ عملياته بالمنطقة، ويترافق ذلك مع استمرار الاحتلال في ضم مزيد من أراضي الضفة والتي بلغت مساحتها أكثر من 52 ألف دونم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن جهتها، قالت بلدية جنين إن مخيم جنين بات منطقة غير صالحة للعيش بالمطلق مع العدوان الإسرائيلي المستمر، وأضافت أن الاحتلال دمر نحو 600 منزل والبنية التحتية بشكل كامل في المخيم ويواصل فرض حصار مشدد على محافظة جنين التي يقطنها 360 ألف نسمة. كما تمت الصادقة عام 2024 على 10 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، وفي عام 2025 تمت المصادقة على 11 ألف وحدة استيطانية.
غير أنه من المؤكد أن الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة لن يتخلوا عن أرضهم ووطنهم، وأنهم بصمودهم سيحبطون المخططات الصهيونية التي تستهدفهم و سيبقى المخيم رمزا للمقاومة والعودة الى الدار و الديار..الى فلسطين كل فلسطين.
عبدالله الحسين
نابلس : فلسطين المحتلة
