قصة واقعية حصلت معي و علمتني درس عظيم . ارجوا القراءة و الاستفادة

قصة واقعية حصلت معي و علمتني درس عظيم . ارجوا القراءة و الاستفادة

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِذَا بُطِلَتْ هَذِهِ الأَيَّامُ وَبَقِيَ الْحَقُّ فَقَدْ غَلَبَتِ الْكَلِمَةُ الْعُلْيَا)

(وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)

أيها الأحرار.. يا حماة المبادئ
قصة حصلت معي تُختصر فيها أخلاق الجهاد..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في عام 2003 ، وقفتُ أنا ورفيقا دربي الشهيد أبو فراس (رحمه الله) والمجاهد أبو جهاد طلال (حفظه الله) على عتبة مكتب سماحة السيد حسن نصر الله (رحمه الله)، وكنا نعرف أن السيد – بعادته الأبوية – كان يستقبل ضيوفه عند باب المصعد في الطابق الرابع ، لكن القدر كتب لنا أن نشهد درساً لن يمحى من الذاكرة. فلم يكن سماحته عند باب المصعد و طُلِب منا الاستراحة في صالون الاستقبال مقابل غرفة مكتب سماحته.

انتظرنا ثلاثتنا في صالون الاستقبال قرابة الساعتين الكاملتين ، خلالها كنا نسمع صوت السيد – وهو سيد الحلم والأناة – يهدر كالرعد غضباً..
ثم رأينا المشهد الذي لا يُنسى، خرج من مكتبه رجلان معممان و هما:
عبد العزيز الحكيم(الذي طلب من أمريكا احتلال بلاده) ، ومقتدى الصدر (الذي غير مواقفه كالطقس)

التفت إلينا السيد وقال:

“أتدرون ماذا أراد هذان؟! يطلبون منا التعاون مع الشيطان الأكبر (أمريكا) لغزو العراق!
نعم.. صدام سفاح.. نعم..
صدام قتل الشيعة..
ولكن هل نستجير من النار بالهاوية؟!”

ثم استشهد بقول سيدنا علي (عليه السلام) بعد معركة صفين: عندما علم ان الروم يجهزون جيشا كبير للانقضاض على بلاد الشام مستغلين انشغالهم في المعارك الداخلية . و هنا قال الامام علي رضي الله عنه
“والله لو علمت ان بني الاصفر(البيزنطيين) قادمون ، لكنت فردا في جيش معاوية و لكنتُ أول من يشدُّ السيف معه!”.. كلماته للشهيد حسن نصر الله لا تزال تدوي في أذني..

أيها الإخوة الأبطال:
اليوم.. وأنا أكتب لكم هذه الكلمات تعلمون أن النظام السوري الجديد سلبني بيتي.،و صادر أرضي و ممتلكاتي كاملة مع ممتلكات عائلتي، والسلطة الحاكمة أذلت كرامتي من دون وجه حق
ولكن..
هل يعني هذا أن أصفق فرحاً عندما تدك طائرات الاحتلال أحياء دمشق؟ و أرقص عندما تقتل صواريخهم أطفال سورية؟ و أنسى أن العدو الأول هو الكيان الغاصب؟

لن أكون أبداً كالذين يبيعون القدس ثأراً من حاكم
أو كالذين يتبارون في إذلال أنفسهم أمام المحتل و
الذين ينسون أن العدو واحد وإن تعددت وجوهه فيرتمون بحضن العدو ثأرا من حكامهم ..

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ)

خالد جبريل (أبو العمرين)
٢٠ تموز ٢٠٢٥ / ٢٥ محرّم ١٤٤٧

اللهم اجعلنا من الذين يقاتلون في سبيلك، ولا تجعلنا من الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت.. آمين.

Leave a Reply