قادة صهاينة عسكريون وأمنيون سابقون: نحن على أعتاب هزيمة كبرى ونختبئ خلف أكاذيب
على ترامب أن “يتصرف بسرعة قبل فوات الأوان”.
يسيطر التخبط داخل المستويين السياسي والعسكري في كيان العدو الصهيوني ازاء خيار اجتياح قطاع غزة واحتلاله بالكامل رغم تمسك بنيامين نتنياهو بمواقفه المتعنة والمراوغة بهدف ابقاء حكومته وبقائه شخصيا في المشهد السياسي حتى العام 2026 على الاقل اضافة الى هروبه من الملاحقة القانونية والقضاء الدولي .
الأصوات التحذيرية تتصاعد من داخل المنظومة الأمنية والعسكرية السابقة في الكيان الصهيوني، مشيرة إلى أن الحرب على غزة باتت عبئا سياسيا وأمنيا واقتصاديا يهدد استقرار “الدولة”.
وضمت قائمة المنتقدين رؤساء سابقين لأجهزة الأمن والاستخبارات، بينهم رؤساء سابقون للموساد والشاباك و”أمان” والشرطة، إضافة إلى قادة أركان سابقين مثل موشيه يعالون ودان حالوتس وداني ياتوم وعامي أيالون وعاموس مالكا وأوري ساغي.
وضمت القائمة كذلك رئيس الشاباك الأسبق نداف أرغمان، وقائد الشرطة الأسبق شلومو أهرونيشكي، وآخرين ممن شكلوا في السابق نواة صناعة القرار الأمني والعسكري في الكيان الصهيوني.
وأكد هؤلاء القادة، في تصريحات مشتركة نقلتها وسائل إعلام صهيونية، أن الحرب التي تجاوزت عامها الأول فشلت في تحقيق أهدافها، بل ألحقت أضرارا إستراتيجية بالكيان الصهيوني، وقالوا “نحن على أعتاب هزيمة. هذه الحرب لم تعد مبررة، بل قادت الدولة إلى فقدان أمنها وهويتها”.
وشددوا على أن الإنجازات التي حققتها “إسرائيل” في بداية الحرب “دُفنت” لاحقا بفعل غياب الأهداف السياسية الواضحة، مشيرين إلى أن الجبهة الداخلية تتكبد خسائر مستمرة، بينما أصبح الجيش يعمل داخل بيئة معقدة تشبه حروب العصابات التي لم ينجح أي جيش في العالم في حسمها.
نختبئ خلف أكاذيب
وقال أحدهم: “ما يراه العالم هو صنيعة أيدينا.. نحن نختبئ خلف أكاذيب اخترعناها، ومع الأسف فإن الرأي العام الدولي أدرك منذ زمن أن هذه ليست الصورة الحقيقية”، مضيفا أن مواصلة القتال لم تعد تُفضي إلى نصر، بل تعمّق الأزمة وتشوّه صورة “إسرائيل” على الساحة الدولية.
وفي السياق نفسه، اعتبر القائد السابق للفيلق الجنوبي والكليات العسكرية يتسحاق بريك أن الجيش أخفق في تنفيذ وعود رئيس أركانه لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والتي تعهد فيها بـ”هزيمة حماس، وتحرير الأسرى، واحتلال غزة، بل وإقامة نظام حكم جديد فيها”.
وقال بريك إن عدد القتلى “الإسرائيليين” منذ إطلاق هذه الوعود تجاوز 60 جنديا، إلى جانب أعداد كبيرة من الجرحى، مؤكدا أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق أي من أهدافها، بل خسرت تعاطف العالم، تماما كما كان قد حذر قبل شهور.
ولم يخفِ بريك غضبه مما وصفه بـ”التمسك الأعمى بالوهم”، مهاجما بشدة رئيس الحكومة نتنياهو ووزراءه المتطرفين، وقال: “بن غفير وسموتريتش يريدان بناء مستوطنات في غزة، ونتنياهو يريد فقط البقاء في الحكم بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة القومية لإسرائيل”.
أما رئيس شعبة التخطيط السابق في الجيش نمرود شيفر، فعبّر عن قلقه من الخطاب المتطرف السائد في الحكومة، قائلا: “هناك وزراء يتحدثون بوضوح عن ضرورة التجويع والتدمير والتهجير.. في غزة هناك مجاعة، وربما مجاعة حادة، والمسؤول عن ذلك هي إسرائيل بصفتها صاحبة السيادة الفعلية على الأرض”.
ومن جانبه، رأى محلل الشؤون السياسية في قناة “12” أمنون أبراموفيتش أن الحرب فقدت مشروعيتها منذ زمن، وقال إن “المخطوفين ليسوا أولوية للحكومة، ولو لم تتحول الحرب إلى أداة سياسية، لكان الواقع مختلفا تماما”.
بدوره وجه الجنرال احتياط إسحاق بريك نداء عاجلا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مطالبا إياه بالتدخل الفوري وفرض وقف الحرب في غزة على رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، من أجل الإفراج عن الأسرى، والشروع في إنقاذ “اسرائيل” من “التفكك والانهيار الوشيك”.
وفي مقاله المنشور بصحيفة هآرتس الصهيونية الاثنين الماضي اعتبر بريك، القائد السابق للفرقة 36 في الجيش الصهيوني وقائد الفيلق الجنوبي، والمفوض الأسبق لشكاوى الجنود، أن القيادة الصهيونية الحالية “فقدت عقلها تماما” وأنها تقاتل من أجل بقائها السياسي ، مضيفا أنها ستُسجّل في تاريخ “إسرائيل” “بالخزي والعار” بسبب ما وصفه بالفشل الإستراتيجي والكارثي في إدارة الحرب على غزة.
وأوضح بريك أن الحكومة تروج يوميا لخيارين وهميين لحسم الوضع في غزة هما حرفيا ، الأول: أن يسيطر الجيش الإسرائيلي على كامل القطاع ويقيم فيه إدارة عسكرية، مع ضم أراضٍ منه واستبدال حكم حماس.
والثاني: أن ترضخ حماس وتفرج عن الأسرى من دون التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب. واعتبر أن هذين الخيارين غير واقعيين على الإطلاق، ولا يطرحهما سوى “وزراء جهلة لم يدركوا حقيقة ما يجري في الميدان”.
انتحار سياسي
وبشأن الخيار الأول، أكد بريك أن الجيش الصهيوني غير قادر على السيطرة الكاملة على قطاع غزة، ولا على إدارة حكم عسكري فيه، نظرا لصغر حجم قواته البرية وإرهاقها الشديد بعد شهور من القتال.
وأوضح أن القوات، حتى حين تدخل مناطق مثل بيت حانون، لا تسيطر عليها بالكامل، بل توجد في نقاط محدودة، ولا تتحرك بحرية، وتتعرض بشكل مستمر لعبوات ناسفة وعمليات قنص توقع قتلى وجرحى.
وأضاف أن بقاء هذه القوات مدة طويلة لإدارة حكم عسكري أمر غير ممكن، لعدم وجود قوات بديلة تحل محلها، مما يجبرها على الانسحاب في نهاية المطاف.
أما فكرة ضم أراضٍ من غزة، فاعتبرها الجنرال “انتحارا سياسيا” وقطعا نهائيا للعلاقات الدولية لكيانه، مؤكدا أن العالم يقف اليوم تقريبا بالإجماع ضد تل أبيب.
وأضاف أن “إسرائيل بدأت تشعر فعلا بوطأة المقاطعات الاقتصادية والثقافية وعزلتها المتزايدة عن المحافل الدولية”، محذرا من أن “الكراهية المتأججة لكل إسرائيلي أينما كان أصبحت واقعا ملموسا، وأن الدولة باتت منبوذة ومرفوضة مع ما لذلك من تبعات خطيرة لعقود مقبلة”.
وبشأن الخيار الثاني، شدد بريك على أنه لا يوجد أي احتمال أن توافق حماس على الإفراج عن الأسرى من دون وقف الحرب، إذ إن ورقة قوتها الأساسية هي هؤلاء الأسرى، ولن تتخلى عنهم بلا ثمن سياسي يتمثل في إنهاء القتال.
وختم بريك مقاله بالقول إن” الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يقودها تيار متطرف برئاسة نتنياهو، قد أوصلت الدولة إلى طريق مسدود ونهاية وجودها ككيان سياسي فاعل”، داعيا إلى استبدالها فورا، ومجددا مناشدته لترامب أن “يتصرف بسرعة قبل فوات الأوان”.
عبدالله الحسين
نابلس : فلسطين المحتلة
تم النشر https://awla-elqiblatain.news
تم النشر في منصة وطن : https://t.me/plo1965