في الذكرى المئوية للثورة السورية الكبرى

اليوم، في الذكرى المئوية للثورة السورية الكبرى، التي كان مطلبها الأول “توحيد البلاد السورية” بعد أن قسّمها الاستعمار بالقوة، تجد “البلاد السورية” نفسها ممزقة بين عصابات الجولاني والهجري ومظلوم عبدي، والتي تتنافس في التفريط والمقامرة بالمصالح الوطنية لحساب ولاءاتها لأسيادها ومُموّليها.

ولئن كانت الثورة السورية الكبرى قد دخلت التاريخ بوصفها الحدث المؤسس للكيان الوطني السوري (على تواضعه وعلّاته)، وأنتجت لنا سرديات وقيماً ونُخباً وطنية استطاعت (على نحو ما) المحافظة عليه على مدى نحو قرن، فإن “ثورة” آذار 2011، ستدخل التاريخ بوصفها “الثورة المضادة” لها، والتي استهدفت ضرب أسس وأركان ذلك الكيان، وأنتجت سرديات ومظلوميات زائفة، وجبالاً من الأكاذيب، وعداوات وهمية تحجب عنا الأعداء الحقيقيين، وديناميات تفكيك وتدمير ذاتي لن تبقي ولن تذر، فضلاً عن قطعان من العملاء والجواسيس والمرتزقة الأجانب.

وكما كان متوقعاً، فإن السلطة الانقلابية، التي أقامت قبل أسابيع احتفالات صاخبة بمناسبة إشهار “هويتها البصرية”، تلتزم اليوم صمت القبور إزاء هذه الذكرى الوطنية المجيدة. بل هي “تحتفل” بها على طريقتها الخاصة بقصف وحصار “الجبل” الذي انطلقت منه الثورة، وتحطيم وإهانة رموزها.

عذراً سورية، كان ينبغي أن يكون يوماً للاحتفال والفخار واللُحمة الوطنية.. ولكنهم حوّلوه إلى يوم للعار والضياع ولملمة أشلاء الجثث وأسئلة المصير الذي أفلت زمامه من أيدينا قبل أكثر من عقد
علي شكري

Leave a Reply