رسالة الى السيد الرئيس أحمدالشرع ،
رئيس الجمهوريةالعربيةالسورية ،
بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو المصريةالمجيدة و الدروس المستفادة من هذه الثورة . ارفع اليكم رسالتي :
تحية عربية ..
تحية عطرة ملؤها الإجلال لرمزية هذا اليوم ، يوم انطلقت شعلة الحرية من مصر بقيادة البطل جمال عبد الناصر وإخوانه الضباط الأحرار ، ليُطاح بالملكية ويُولد فجرٌ جديدٌ من الجمهورية والعروبة والكرامة. ثورة لم تُحرر مصر فحسب ، بل أيقظت ضمير الأمة . فكانت المقدمة لثورات التحرر العربية التي تلت في العراق البطل بيد عبد الكريم قاسم ، وزرعت بذور التحرر من الاستعمار في كل أرض عربية . و هذا ما حصل في الجزائر و اليمن
لقد كانت ثورة يوليو درساً بليغاً في قوة الشعب حين يكون قائدُه رمزاً لوحدته ، وفي قدرة الهزيمة العسكرية أن تتحول إلى انتصار إرادي . ففي 1967، رغم مرارة النكسة ، خرج الملايين في مظاهرات حاشدة ترفض تنحي عبد الناصر ، لأنهم رأوا فيه تجسيداً لإرادتهم ، لا مجرد حاكم . لقد خسرنا سيناء التي تزيد عن ثلاثة أضعاف من مساخة فلسطين ، لكننا لم نخسر الشعب ، لأن القائد الذي يُحب شعبه دون تمييز، يُكسبه المعارك حتى لو خسر الجولات .
لقد علمنا جمال عبدالناصر أن القائد الحقيقي ليس من يجلس في القصور ، بل من ينزل إلى الميدان ويشارك شعبه آلامه وآماله . وأنت يا فخامة الرئيس : ( المعركة الوحيدة التي تنتصر فيها لو هزمت هي المعركة مع. العدو الصهيوني ).
اليوم ، يا فخامة الرئيس ، ونحن نستذكر هذه الدروس ، تواجه سوريا امتحاناً وجودياً يُعيدنا إلى تلك اللحظات المصيرية :
– فكما وقف ناصر ضد التقسيم الطائفي ، نحن اليوم بحاجة إلى قائد يُوحّد السوريين فوق هوياتهم الفرعية .
– وكما حوّل ناصر الهزيمة إلى زخم تحرري ، نحن مطالبون بـتحويل جراحنا إلى إرادة بناء .
– وكما رفضت مصر في 1956 إملاءات العدوان الثلاثي ، يجب أن نرفض نحن تدخلات تُذكي نار الفتنة .
إن الشعب السوري ، مثل شعب مصر في زمن عبد الناصر ، يملك من الإرادة ما يكفي لصنع النصر ، لكنه يحتاج إلى قرار يُذكّره بأن “الوطن لا يُبنى بالدمار، بل بالإرادة” . فليكن شعارنا اليوم هو “لا صوت يعلو فوق صوت سوريا الموحدة” . لمحاربة عدو الله و الوطن .
و صدق رب العزة عندما قال في القران الكريم .
( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا )
في ذكرى ثورة يوليو ، نؤكد لك أن الشعب السوري و العربي يقف خلفك اذا كانت البوصلة فلسطين .
كما وقف المصريون خلف ناصر . لأن الأمة تعرف دائماً كيف تختار رجالها في ساعات المحن . وأنت اليوم يا سيادة الرئيس ، المعركة مع الصهاينة ستوحد السوريين قاطبة و سيسجله التاريخ بأحرف من نور .
ختاماً، يا سيادة الرئيس، تبقى ذكرى 23 يوليو منارةً تُذكرنا بأن القوة الحقيقية ليست في السلاح فحسب ، بل في الشرعية الشعبية ، وليس في الخطابات ، بل في التضامن الوطني . فلنعمل معاً ليكون مستقبل سوريا امتداداً لمجد ثورات التحرر العربية ، لا فصلاً من فصول حروبها الأهلية .
وكل عام والأمة العربية أقوى بإرادة أبنائها . وكل عام وسوريا العزة والشموخ .
اللواء خالد جبريل – أبو العمرين
تم النشر https://awla-elqiblatain.news