خدعوك فقالوا :
ترامب: الحرب في غزة ستنتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الحرب في غزة “يجب أن تنتهي”، متوقعًا أن يحدث ذلك خلال أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر.
وأضاف أن الوضع مروع في غزة وهناك أقل من 20 رهينة وسنخرجهم من القطاع.
وأفاد بعدم علمه بقصف “إسرائيل” لمجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 20 شخصاً، بينهم خمسة صحافيين.
وقال ترامب في تصريح صحافي “لست سعيداً بذلك”.
بدوره، عبّر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، عن فزعه إثر قصف “إسرائيل” مستشفى ناصر في جنوب القطاع المدمر.
وقال لامي في منشور على موقع “إكس”، “ينتابني شعور بالفزع بسبب الهجوم الإسرائيلي على مستشفى ناصر، داعياً إلى وقف النار فورا وحماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية”.
بدوره طالب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الإثنين، بحماية الطواقم الطبية والصحفية في غزة والتحقيق بشكل سريع في استهدافهم ومقتلهم.
وأضاف دوجاريك أن المجازر المروعة الأخيرة في غزة تسلط الضوء على المخاطر أمام الطواقم الطبية والصحفيين.
في الاثناء اعترف الاحتلال الصهيوني بإطلاق قذائف دبابات قرب مستشفى ناصر وزعم بأنه “خطأ عملياتي”. و انه فتح تحقيقا داخليا حول ذبك .
ورغم محاولة جيش الاحتلال الإيحاء بأن الهدف كان “عسكريا” بزعم رصد شخص يضع كاميرا على شرفة قرب المستشفى، إلا أن التساؤلات تثار حول مصداقية هذه الرواية، خصوصا أن التعليمات الأصلية -بحسب الإعلام الصهيوني- تحدثت عن استخدام وسائل دقيقة ومحدودة، بينما تم فعليا إطلاق أربع قذائف دبابة ثقيلة تجاه المنطقة الحساسة.
كما يحاول الاحتلال الترويج بأن ثمانية من الضحايا “مسلحون”، وهو ادعاء يصعب التحقق منه في ظل سقوط مدنيين وصحفيين بالهجوم.
وفي بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، قيل إن إسرائيل “تأسف للحادث” وتزعم أن معركتها موجهة ضد حماس فقط، غير أن القصف المتكرر لمستشفيات ومراكز طبية يثير شكوكا جدية حول أهدافه الحقيقية.
وطالبت منظمات حقوقية ودولية بفتح تحقيق مستقل لكشف ملابسات القصف ومحاسبة المسؤولين، وسط اتهامات متزايدة بأن التحقيقات الداخلية الإسرائيلية تهدف بالأساس إلى تخفيف الضغط الدولي وليس الوصول إلى حقيقة ما جرى.
الى ذلك يتزايد غضب المنظمات الصحفية الدولية من مواصلة إسرائيل قتل الصحفيين في قطاع غزة من دون عقاب، وتقول إن تداعياته المستقبلية ستكون خطيرة على الصحفيين في أنحاء العالم.
فقد أعربت منظمة “مراسلون بلا حدود” عن غضبها الشديد من القتل الممنهج للصحفيين في قطاع غزة، وذلك بعد استشهاد عدد من الصحفيين في قصف لمجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، بينهم مصور الجزيرة محمد سلامة.
ووصفت مديرة البرامج في المنظمة، لويز ألوين بيشيه، في مقابلة مع الجزيرة، ما يجري بأنه استهداف ممنهج يتجاهل قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينص على حماية الصحفيين خلال النزاعات المسلحة.
ووفقا لبيشيه، فإن هذا الانتهاك المتزايد للقانون الدولي يتطلب استيقاظ المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل والتعاطي مع الزخم الرافض لما يحدث في قطاع غزة بما في ذلك استهداف الصحفيين.
كما تتطلب هذه الانتهاكات “ترتيب المواقف الدولية ورفع منسوب الضغط على إسرائيل وزيادة زخم الحراك المدني المناهض لإسرائيل دوليا”، وفق المتحدثة، التي شددت على أهمية تغيير الدول والحكومات التي تدعم إسرائيل ولو بطريقة غير نشطة، سلوكها، وفرض ضغوط سياسية واقتصادية وعقوبات عليها.
العالم ملزم بحماية الصحفيين
وأكدت بيشيه أن المجتمع الدولي ملزم بحماية الصحفيين، وأن “مراسلون بلا حدود” “تدعم لخلق حراك دولي لوقف هذا الاستهداف الممنهج والواضح والموثق من جانب إسرائيل على مدار عامين”.
وحسب المتحدثة، فإن هناك العديد من التدابير التي تحكم النزعات المسلحة، لافتة إلى أن بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، ينتهك هذه التدابير ويسمح لنفسه بقتل الصحفيين.
وحذرت بيشيه من أن هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والأخلاق التي تحكم النزاعات المسلحة “ستنعكس على مزيد من النزاعات مستقبلا، ودعت جميع الناس في أنحاء العالم لرفع أصواتهم ضد هذه الممارسات”.
وختمت بيشيه بالتأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة للمعايير الأخلاقية الدولية، وإدانتها بوضوح، مؤكدة مسؤولية إسرائيل والدول الداعمة لها عن استهداف المعلومات.
لحظة انكسار خطيرة
بدوره، شجب المدير التنفيذي الدولي للصحافة سكوت غريفين، بأشد العبارات مواصلة إسرائيل ارتكاب جرائمها أمام أعين العالم، وطالب باحترام قوانين الحرب والكف عن هذه الممارسات.
وقال غريفين إن المشكلة تكمن في أن الدول التي تدعم إسرائيل لا تلزمها بالتوقف عن استهداف البنى التحتية والصحفيين، مؤكدا أن العالم يقف أمام لحظة انكسار خطيرة.
ولا تتمثل هذه اللحظة فيما يتعرض له المدنيون فقط، حسب المتحدث، ولكن أيضا في الانتهاك الصارخ للقانون الدولي وخصوصا فيما يتعلق بقتل الصحفيين لأن هذا الأمر ستكون له تداعيات خطيرة على عملهم مستقبلا في أي مكان عندما تترسخ فكرة أن قتلهم سيمر دون عقاب.
وأعرب غريفين عن شكوكه الكبيرة في نزاهة التحقيقات الإسرائيلية التي قال إنها “لا تنتهي بإدانة أي طرف كما حدث في قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة، وهو ما يستدعي تدخلا دوليا في هذه التحقيقات حتى يتمكن العالم من محاسبة المسؤولين”.
وارتفع عدد الشهداء من الصحفيين في غزة إلى 246 صحفيا منذ بدء الحرب بينهم 10 من شبكة الجزيرة. وأوقع القصف الإسرائيلي الذي استهدف مجمع ناصر الطبي 20 شهيدا، بينهم 6 صحفيين هم: مصور الجزيرة محمد سلامة، وحسام المصري المصور في وكالة رويترز، ومريم أبو دقة المصورة في وكالة أسوشيتد برس، ومعاذ أبو طه والصحفي حسن دوحان.
