حي الزيتون في غزة يتعرض لإبادة كاملة ..صورة مصغرة للجريمة الكبرى

حي الزيتون في غزة يتعرض لإبادة كاملة ..صورة مصغرة للجريمة الكبرى
ما يجري في حي الزيتون بمدينة غزة هو صورة مصغرة لما يشهده القطاع من حرب ابادة صهيونية لا تبقي ولا تذر ..ابادة تنفذها قوات الاحتلال عبر تدمير الأحياء السكنية بشكل كامل باستخدام أحدث وسائل التدمير. وهذا ما حذّر منه متحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة من خلال تصريحات صحفية عندما اشار الى أن قوات الاحتلال تلجأ إلى استخدام الروبوتات المتفجرة لتدمير المنازل في حي الزيتون، إلى جانب الغارات الجوية والقصف المدفعي، ما جعل الطواقم الميدانية عاجزة عن الوصول إلى المصابين أو انتشال جثامين الشهداء من تحت الركام.
وأضاف أن الوضع الإنساني في مدينة غزة بلغ مستويات كارثية غير مسبوقة، حيث “لم يعد أمام السكان أي مكان للنزوح إليه، ولم تعد هناك مقومات للحياة الأساسية”، مشددًا على أن المدنيين محاصرون بين القصف والركام دون مأوى أو غذاء أو دواء.
وأكد أن ما يحدث في حي الزيتون هو جزء من مخطط شامل لتدمير مدينة غزة بالكامل، بينما قدرات الدفاع المدني شبه معدومة نتيجة الدمار الهائل ونفاد الوقود والمعدات، وهو ما يترك السكان يواجهون مصيرهم دون حماية. وختم بالقول إن “قوات الاحتلال تبيد مدينة غزة على مرأى ومسمع العالم، بينما نحن كطواقم إنقاذ لا نملك أي وسائل لحماية المواطنين أو إنقاذ من تبقى تحت الركام”.
في السياق قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان : إن “إسرائيل” تدمر حي الزيتون، أكبر أحياء مدينة غزة وتهجّر سكانه قسرًا وقوات الاحتلال تعمل منذ 6 أيام على الحي بالأرض، مدمّرةً نحو 400 منزل.
وأضاف المرصد أنه وثق استخدامًا كثيفًا للروبوتات المتفجرة في تدمير المربعات السكنية بالإضافة لمئات الغارات الجوية وقذائف المدفعية. وأكد المرصد أن الهجوم على حي الزيتون يأتي ضمن هجوم أوسع لتدمير محافظة غزة، على غرار ما جرى في محافظات رفح وشمال غزة وخانيونس ، موضحا أن تصعيد “إسرائيل” للإبادة الجماعية لإحكام السيطرة العسكرية على محافظة غزة ينذر بارتكاب مذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين على غرار ما جرى في محافظات رفح، وخانيونس، وشمال القطاع، والقضاء على سكانها وتهجير من ينجو منهم قسرًا، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في القطاع.
وأشارالمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أنّ قوات الاحتلال تستخدم طائرات مسيّرة من نوع “كوادكوبتر” لحصار المربعات السكنية في حي الزيتون وإجبار السكان على المغادرة تحت تهديد السلاح، فيما تتقدّم آلياتها العسكرية تحت غطاء ناري كثيف وتتمركز خلف شارع 8 وقرب مفترق “دُولة” وأرض “البرعصي” و”عليين”، منبها إلى أن ذلك دفع أكثر من 90 ألف مواطن يقطنون الحي على النزوح منه تحت القصف المكثف.
وبيّن المرصد أن فريقه الميداني، وثق استهداف قوات الاحتلال منازل عائلات “لبد”، “العايدي”، “دادر”، و”ارحيم”، ما أسفر عن مقتل 9 مواطنين من عائلة “ارحيم”.
كما وثق شنّ الطائرات الحربية غارات على منازل في محيط مسجد “بلال بن رباح”، شملت منازل عائلات “دلول” و”النعسان” ومقر شركة “السكسك”، إضافة إلى عمارات “كحيل” و”شهد” و”صيام”، وقصفت منزلًا لعائلة “الحصري” قرب مسجد “الفاروق”، ما أدى إلى مقتل 4 مواطنين.
وأفاد المرصد الأورومتوسطي أنّ قوات جيش الاحتلال فجّرت عشرات المنازل في شارع 8 وبداية منطقة “حسن البنا”، واستهدفت خيام نازحين من عائلة “حنيدق”، ما أسفر عن مقتل 7 مواطنين. كما استهدف عدة منازل في محيط “الكلية الجامعية”، ومدرستي “الفلاح” و”عين جالوت”، ومركز إيواء تابع للأوقاف في شارع “البساتين” ما أوقع 8 قتلى، بالإضافة إلى منزل عائلة “أبو دف” الذي أسفر قصفه عن مقتل 12 شخصًا.
وبيّن أنّ القصف المدفعي والجوي لا يزال مستمرًا على مناطق “حسن البنا” و”المصلّبة” و”الكلية الجامعية” و”النديم” وشارع المدارس، مع وجود جثامين لمدنيين قتلوا في غارات إسرائيلية في الطرقات قرب مدرسة “عين جالوت” ومسجد “بدر”، تعذر انتشالهم بسبب استمرار القصف. كما قصفت الطائرات الإسرائيلية عمارة “الحويطي” في البلدة القديمة قرب مسجد “كاتب ولاية” ما أسفر عن مقتل سيدة وطفلتها، إلى جانب استهداف أرض فارغة قرب المسجد.
وفي إفادتها لفريق الأورومتوسطي قالت المواطنة أم رائد (45 عامًا): “خرجنا قبل الفجر نركض مع الأطفال ونحن لا نحمل شيئًا، الرصاص فوق رؤوسنا والقصف يهز الأرض، تركنا بقايا البيت وكل ما نملك”.
أما محمد د. (33 عامًا) فأفاد أنه اضطر للنزوح مع أسرته بعد قدوم طائرة “كواد كابتر” وإطلاقها النار عشوائيا. وقال: “لم أستطع حتى أخذ شهادات ميلاد أطفالي، الطائرات فوقنا والآليات تقترب، شعرت أننا سنموت إذا بقينا دقيقة واحدة”.
كما أفادت المواطنة سحر ل. (29 عامًا) والتي كانت تقطن قرب مسجد بلال بن رباح: “الوضع كان مخيفا ومرعبا، كنت أحتضن ابنتي وأمشي على الزجاج والركام، الدخان والحرائق حولنا، وأصوات الانفجارات تدوي في مكان، خرجت وأنا لا أعرف أين أذهب. يارب فرجها علينا. يكفي يا عالم”.
ودعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومؤسسات إنفاذ القانون الدولي، إلى التدخل العاجل لوقف المجازر، وضمان حماية المدنيين، ومساءلة قادة الاحتلال عن الجرائم المروعة المرتكبة بحق السكان.
وطالب المرصد الأورومتوسطي جميع الدول، منفردة ومجتمعة، بتحمّل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة بأفعالها كافة.
عبدالله الحسين
نابلس : فلسطين المحتلة

Leave a Reply