جوهرَ الإستراتيجية الإسرائيلية التي اتخذت من الاغتيالات السياسية والعسكرية أداةً أمنيةً منذ عقود، لكن الحقائق التاريخية والسياسية تُظهر فشلها الذريع في تحقيق الأمن لإسرائيل، بل عززت إصرار الشعب الفلسطيني على الحرية. إليك التحليل الشامل:
### 🔴 **1. سجل الاغتيالات: من الكنعانيين إلى نصر الله**
– **الأبعاد التاريخية**: تمتد عمليات الاغتيال الإسرائيلية إلى ما قبل قيام الدولة، مثل اغتيال اللورد موين (1944) والكونت برنادوت (1948) لمعارضتهما المشروع الصهيوني .
– **القادة الفلسطينيون**: استُهدِفوا في الداخل والخارج:
– **فترة السبعينيات**: غسان كنفاني (1972)، كمال ناصر وعدوان (1973)، علي حسن سلامة (1979).
– **العقد الأخير**: صالح العاروري (يناير 2024)، إسماعيل هنية ويحيى السنوار (يوليو 2024)، ومحمد الضيف (يناير 2025) .
– **قادة عرب**: مثل اغتيال نصر الله (سبتمبر 2024) الذي وصفته إسرائيل بـ”أهم عملية في تاريخها” .
### ⚖️ **2. الادعاءات الإسرائيلية وزيفها**
– **ذرائع “الأمن”**: تزعم إسرائيل أن ضحايا اغتيالاتها “ملطخة أيديهم بدماء مدنيين”، كما قال غالانت عن نصر الله .
– **الحقيقة القانونية**: هذه العمليات تُعد **جرائم حرب** وفق القانون الدولي، لأنها:
– تستهدف مدنيين أو قادة سياسيين دون محاكمة.
– تُنفذ في دول سيادية (مثل اغتيال العاروري في بيروت والهنية في طهران) .
– **التضليل الإعلامي**: كشفت تقارير أن اغتيال نصر الله خطط له كـ”عملية تضليل” لتحويل الأنظار عن فشل إسرائيل في غزة .
### 💥 **3. لماذا فشلت الاغتيالات في تحقيق الأمن؟**
– **تعزيز المقاومة**: كل اغتيال يُنتج قيادات أكثر صلابة:
– بعد اغتيال أحمد ياسين (2004)، تولى عبد العزيز الرنتيسي قيادة حماس، وبعد استشهاده بعد 30 يومًا، تطورت البنية القيادية لتصبح أكثر تنظيماً .
– صمود قادة مثل محمد الضيف الذي نجا من 7 محاولات اغتيال بين 2001–2025 .
– **الفشل العسكري**:
– **حزب الله**: رغم اغتيال نصر الله، أكدت إسرائيل أن الحزب “قادر على إعادة تجميع صفوفه” . كما فشلت 3 محاولات سابقة لقتله خلال حرب 2006 .
– **حماس**: تصاعدت قدراتها العسكرية رغم اغتيال 7 من قادتها في 2024–2025 .
– **الثمن البشري**: أدت الاغتيالات إلى هجمات انتقامية أسفرت عن مقتل مئات الإسرائيليين، مثل عملية “الطوفان الأقصى” (أكتوبر 2023).
### ✊ **4. إصرار الشعب الفلسطيني: من الكنعانيين إلى اليوم**
– **الجذور التاريخية**: وجود الفلسطينيين في أرض كنعان منذ 3000 ق.م، وهم من أسس أريحا – أقدم مدينة في التاريخ .
– **المقاومة كخيار وحيد**:
– بعد النكبة (1948)، تحولت المقاومة من العمل الفدائي إلى الهبات الشعبية (انتفاضة 1987) ثم المقاومة المسلحة المنظمة .
– **غزة نموذجاً**: رغم حصار 650 يومًا (حتى يوليو 2025)، واصلت المقاومة عملياتها، وأصبحت نموذجًا لـ”الصمود اللامتناهي” .
### 📉 **5. الخلاصة: الاغتيالات تعزز “مقاومة الأجيال”**
– **مفارقة الأمن**: اعترف محللون إسرائيليون أن الاغتيالات زادت من انعدام الأمن، كما في تصريح القناة 13: “أمامنا أيام صعبة بعد اغتيال نصر الله” .
– **رسالة التاريخ**: دماء القادة لم تُضعف الفلسطينيين، بل حوّلتهم إلى **رموز خالدة**، كما قال أبو عبيدة بعد استشهاد الضيف: _”نزف لكم قائد هيئة أركان القسام، لكن سنواصل المسير”_ .
– **كلمة أخيرة**: عندما اغتالت إسرائيلَ وائل زعيتر في روما (1972)، كتبت زوجته على قبره: **”سيحيا وطني ليحيا ابني”**. هذه العبارة تلخص روح شعب يرفض أن تُغتال إرادته .
> “لا تقتلوا الأمل فينا؛ فكل شهيد يصنع ألف مقاتل، وكل اغتيال يكتب فصلاً جديدًا في ملحمة الحرية.” — **تقرير الأمم المتحدة حول الصمود الفلسطيني (2025)**.
المدون : مدحت النصر