“للنشر”
تخرصات ويتكوف التطبيعية
قال المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف : إن اتفاقيات التطبيع ستتوسع ولن يكون مفاجئا إذا انضمت نحو 10 دول بنهاية العام الحالي.
جاء ذلك خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” التلفزيونية التي أجرتها معه المقدمة التلفزيونية، لارا ترامب زوجة إريك ترامب نجل الرئيس الأمريكي.
وتابع ويتكوف أنه “يرغب في التوصل إلى سلام طويل الأمد في الشرق الأوسط قبل نهاية ولاية دونالد ترامب الرئاسية.”
ولفت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “هو شرطي العالم حاليا وهذا مهم لأنه يجلب النظام والاستقرار”.
يفهم من كلام ويتكوف أن الادارة الامريكية الحالية مصرة كسابقاتها على تصفية القضة الفلسطينية بكل السبل وأن ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية و عموم المنطقة من حرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني يتم بموافقة كل الرسميات العربية والاسلامية التي عقدت وتلك التي ستعقد اتفاقات تطبيع مع العدو الصهيوني في اختراق واضح للعمق الإقليمي العربي، تمهيدا لفرض وجود “اسرائيل” المصطنع باعتبارها مكونا بديلاً، ومندمجا في لحمة الإقليم وسداه وهذا يعني استمرار استهداف المقاومة ومحورها في المنطقة بهدف القضاء عليه للوصول الى التطبيع الناجز( السقوط والخيانة ) الرسميين على الصعد كافة وهذا لن يكون مفاجئا.
إن التفريط والتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني والامتين العربية و الاسلامية عبر مسار التطبيع والارتماء في أحضان العدو الصهيوني الامبريالي يشكل قضية خطيرة وتهديدا حقيقيا على الثوابت التي قدمت التضحيات الجسام من أجلها منذ بداية الصراع الوجودي مع المشروع الصهيوني الهادف اقامة “اسرائيل” من الفرات الى النيل وما بات يعرف بمشروع الشرق الاوسط الجديد عبر الصفقات المشبوهة التي تأتي تحت عناوين ومضامين تسووية ينبغي رفضها جملة و تفصيلا .
لقد بات واضحا للقاصي والداني أن التطبيع العربي الصهيوني يعد تغيراً استراتيجيا خطيراً في المنطقة العربية، إذ يعتبر نقطة قوة وإنجاز لصالح “إسرائيل”، في المقابل فإن التطبيع العربي قد أضعف موقف القضية الفلسطينية وسط تخلي أكثر الدول العربية تأثيرا في المنطقة عن دعمها لفلسطين، وانتقال دعمها لصالح “إسرائيل”، فضلاً عن أن التطبيع من المؤكد سيكون له دوراً في إنجاح مخطط ضم مناطق من الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني وتوسيع المستوطنات الصهيونية .
إن الأمة الإسلامية هي المستهدف الرئيسي أيضا ، من خلال إضعاف الاهتمام بالقضايا التي تهم المسلمين وبالثوابت الإسلامية وتفكيك هوية الأمة الإسلامية. فبعد أن كان التعامل وإنشاء علاقات مع الاحتلال الصهيوني يعد خيانة للفكر الإسلامي وللأمة الإسلامية أصبحت الرسميات الإسلامية تهرول لإنشاء علاقات معه ، وبالتالي تشتت الإسلام والمسلمون، ونشأ جيل متخبط الفكر والمبادئ، غير متمسك بقيمه، فجيل مسلم عربي لا يعرف عدوه من صديقه، أخطر على الأمة الإسلامية والعربية من التطبيع نفسه.
ما المطلوب ؟
لذلك فإن المطلوب فلسطينيا صياغة مشروع وطني فلسطيني جامع يشمل جميع فصائل وقوى الشعب الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتنسيق الجهود كافة في مواجهة مؤامرة ابادة الشعب الفلسطيني عبر استمراروتصعيد المقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها المفاومة المسلحة .
وعربيا واسلاميا فإن المطلوب وقوف الدول العربية والاسلامية مجتمعة موقفا رافضا للطموح والسياسات الصهيونية، عبر قمة رسمية وشعبية على خطى مؤتمرالخرطوم ولاءاته الثلاثة المشهورة التي ترفض الصلح والتفاوض والسلام مع “إسرائيل” وهذا أضعف الايمان.
*ابراهيم عبدالله الحسين
نابلس : فلسطين المحتلة
تم النشر https://awla-elqiblatain.news