“الكنعانيون في الجزائر.. تاريخ قديم يكشف سر الحب الأبدي بين فلسطين والجزائر”

مقال بعنوان:
“الكنعانيون في الجزائر.. تاريخ قديم يكشف سر الحب الأبدي بين فلسطين والجزائر”
من قلب التاريخ.. الكنعانيون في الجزائر
ليس غريبًا أن ترى علم فلسطين يُرفع في كل شارع جزائري، ولا أن تسمع في المخيمات الفلسطينية أن الجزائر “بلد المليون شهيد” هي الشقيقة الكبرى. هذا الحب العميق بين الشعبين، والذي ظهر في كل لحظة من لحظات النضال، ليس فقط شعورًا عابرًا أو موقفًا سياسيًا، بل له جذور ضاربة في عمق التاريخ، وتحديدًا في التاريخ الكنعاني الذي وحد بين أبناء هذه الأرض قبل آلاف السنين.
الكنعانيون.. من فلسطين إلى الجزائر
الكنعانيون هم من أقدم الشعوب السامية التي سكنت أرض فلسطين، منذ الألف الثالث قبل الميلاد. لكن القليل يعرف أن بعض فروع الكنعانيين – وتحديدًا الفينيقيين الذين انبثقوا من الكنعانيين الساحليين – قد أسسوا مستعمرات على طول الساحل الشمالي الإفريقي، وكانت الجزائر من أبرز محطاتهم، حيث شيدوا مدنًا وأسواقًا ومرافئ لا تزال شواهدها قائمة حتى اليوم، في عنابة وقسنطينة وتيبازة وغيرها.
قرطاج.. جسر بين الكنعانيين والمغرب العربي
من أبرز الحلقات التي تربطنا بهذا التاريخ المشترك هي مدينة قرطاج التي أسسها الفينيقيون (كنعانيون من صور) في تونس، ومنها توسعت النفوذ الكنعاني إلى باقي بلدان المغرب الكبير، بما فيها الجزائر. عاش الكنعانيون في الجزائر كتجار، وبحارة، ومستوطنين، وتفاعلوا مع السكان الأصليين (الأمازيغ) في انسجام ثقافي وحضاري، وأسهموا في بناء حضارة غنية بالتنوع.
شعبان من قلب واحد.. التاريخ يعيد نفسه
ربما لم يعرف الجزائريون والفلسطينيون أن أجدادهم تعايشوا ذات يوم على أرض واحدة، لكن ما زرعه التاريخ القديم أثمر في القلب المعاصر. ففي كل ثورة فلسطينية، كانت الجزائر حاضرة بسلاحها ومواقفها. وفي كل تظاهرة جزائرية، كانت فلسطين حاضرة بشهدائها ودموعها.
ليس الحب صدفة.. إنه ذاكرة الدم والتراب
هذا الحب الذي يربط الشعب الجزائري بالشعب الفلسطيني هو امتداد طبيعي لذاكرة ضاربة في العمق، تؤكد أن اللقاء بينهما لم يكن وليد اللحظة، بل هو تكرار لتعايش سابق على تراب الجزائر نفسها. الكنعانيون الفلسطينيون عاشوا هنا، واختلطوا بشعب الجزائر، وها هم اليوم يعودون برابط الدم والنضال.
خاتمة شخصية:
من قلب جزائر الشهداء، نمد أيدينا إلى فلسطين الأبية، لا كأصدقاء بل كأبناء بيت واحد، اجتمعنا قديمًا تحت راية الكنعانيين، ونمضي اليوم يدًا بيد في وجه الاحتلال، وفاءً لذاك التاريخ، وصونًا لذاك الدم المشترك.
✍ مراد أبو محمد
– الجزائر 🇩🇿❤️🇵🇸 وفلسطين

Leave a Reply