الكابينت يوافق على احتلال قطاع غزة..فماذا أنتم فاعلون ؟
يسأل بعض السياسيين والمحللين والمراقبين: هل قرر نتياهو الاحتلال الكامل لقطاع غزة؟
أيا يكن الهدف من اعلان حكومة الاحتلال الصهيوني اعادة احتلال غزة ، فإن النتائج هي ذاتها في المحصلة النهائية وتتمثل بالقضاء على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وتكريس الوجود المصطنع للكيان الصهيوني في عموم المنطقة .
هناك من يقول في الساحة الفلسطينية والعربية وحتى الدولية: إن “خطة احتلال غزة المطروحة في الجانب الإسرائيلي ما هي إلا ورقة ضغط تفاوضية لانتزاع تنازلات على مائدة المفاوضات المهددة بألا تعود بسبب هذه الإجراءات. ” ويعتقد هؤلاء أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يفضّل خيار التصعيد الميداني على أي هدنة مؤقتة لا تُحقق له مكاسب سياسية صلبة. و”انه وحكومته اليمينية بقيادة بن غفير وسموتريتش يرون في استمرار الحرب رافعة سياسية داخلية، خاصة في ظل أزمة الثقة والانقسامات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي”.
ويشدّد مراقبون على “أن أي تقدم ميداني إضافي من العدو الصهيوني سيُقابل باستنزاف أكبر، وانكشاف أمني أعمق، وربما فقدان مزيد من الجنود أو الرهائن.”
في السياق تحدثت صحيفة “هآرتس” الصهيونية عن أن “نتنياهو بهذه الخطة يسير عكس التيار، ويضحي بأرواح المختطفين والجنود في غزة “. ونقلت عن مسؤول حكومي صهيوني قوله “كثيرون يرون أن التلويح باحتلال غزة بالكامل مجرد تكتيك ومحاولة للضغط”، مرجحاً أن “نتنياهو لن يقيل رئيس الأركان، إيال زامير، وقد يتفقان على عملية عسكرية محدودة لإظهار الحزم”.
ما تسمى أحزاب المعارضة في كيان العدو أعربت صباح اليوم (الجمعة) عن غضبها الشديد من قرار الكابنيت المصغر الموافقة على اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باحتلال قطاع غزة بأكمله، خلافًا لموقف رئيس الأركان إيال زامير.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد: “قرار مجلس الوزراء الليلة كارثة ستؤدي إلى كوارث أخرى كثيرة”.
وأضاف: “في تناقض تام مع رأي الجيش ومسؤولي الأمن، ودون مراعاة لاستنزاف القوات المقاتلة وإرهاقها، جرّ بن غفير وسموتريتش نتنياهو إلى خطوة ستستغرق شهورًا طويلة، وستؤدي إلى مقتل الرهائن، ومقتل العديد من الجنود، وستكلف دافعي الضرائب الإسرائيليين عشرات المليارات، وستؤدي إلى انهيار سياسي.
واضاف لابيد ” هذا بالضبط ما أرادته حماس: أن تُحاصر إسرائيل على الأرض دون هدف، دون تحديد معالم المستقبل، في احتلال لا طائل منه لا أحد يفهم إلى أين يقود”.
كما صرّح أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا، قائلاً: “إن قرار مجلس الوزراء، المخالف للموقف المهني لرئيس الأركان، الذي حذّر من المخاطر الكثيرة التي قد تنجم عن مثل هذه الخطوة، يُثبت أن قرارات الحياة والموت تُتخذ على خلاف الاعتبارات الأمنية وأهداف الحرب. إن رئيس وزراء 7 أكتوبر يُضحّي مرة أخرى بأمن المواطنين الإسرائيليين من أجل الرئاسة”.
من جهته قال رئيس الحزب الديمقراطي، يائير غولان، إن “قرار مجلس الوزراء الليلة، خلافًا لرأي رئيس الأركان، كارثةٌ ستمتد لأجيال. معناه حكمٌ بالإعدام على المختطفين وعائلاتهم الثكلى.
واضاف قائلا:” سيظل أبناؤنا وأحفادنا يجوبون أزقة غزة، وسندفع مئات المليارات على مر السنين، وكل هذا لأسبابٍ تتعلق بالبقاء السياسي ورؤىً مسيانية. يجب أن نكثف النضال. إن إسقاط هذه الحكومة سينقذ أرواحًا”.
وبينما يقول جيش الاحتلال الصهيوني عادة إنه يسيطر بالفعل على 75 في المائة من غزة حالياً، قال 3 مسؤولين صهاينة لـوكالة “رويترز” للأنباء “إن زاميرعارض اقتراح نتنياهو احتلال باقي القطاع، وذلك في اجتماع شابهُ التوتر فيما قال مسؤول رابع إن نتنياهو يعتزم توسيع العمليات العسكرية في غزة بهدف الضغط على حماس “.
أما رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، فقد قال في مقابلة مع شبكة “CNN-News18” الهندية، “إن إسرائيل لا تنوي ضمّ قطاع غزة، مشيراً إلى أن الخطة بعد الحرب تشمل تسليم القطاع لهيئة حكم انتقالية، وليس إبقاءه تحت السيطرة الإسرائيلية”.
وأوضح نتنياهو أن الأهداف الرئيسية للحرب لا تزال قائمة، وهي “القضاء التام على حركة حماس” و”عودة جميع الأسرى الإسرائيليين”. واعتبر أن بإمكان الحرب أن تنتهي بسرعة، حتى “غداً”، إذا ما قامت حماس بتسليم أسلحتها وإطلاق سراح الأسرى دون شروط.
وفيما يتعلّق بمستقبل غزة بعد الحرب، كشف نتنياهو عن خطة لإقامة “طوق أمني” داخل القطاع، بهدف منع ما وصفه بـ”التهديدات المستقبلية”، مضيفاً أن هذه الخطوة ضرورية لضمان ألا يشكّل القطاع خطراً أمنياً على إسرائيل مجدداً.
وبحسب نتنياهو، فإن “الرؤية الإسرائيلية لمرحلة ما بعد حماس لا تتضمّن احتلالًا طويل الأمد لغزة، بل إدارة من جهة جديدة لم يحددها، مع استمرار ضمان أمن الحدود الإسرائيلية.”
يشارالى أن المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، صادق في جلسة دراماتيكية عقدت ليل الخميس- الجمعة، واستمرت 10 ساعات على اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة.
وخلال الجلسة، حذر رئيس أركان الجيش الصهيوني إيال زامير من المخاطر التي قد تترتب على هذه الخطوة، قائلًا: “إذا بدأنا باحتلال غزة، فإن حياة الأسرى ستكون في خطر. لا توجد وسيلة تضمن عدم إصابتهم. أقترح أن تُبعدوا عودة المختطفين عن أهداف القتال”.
وبحسب بيان الحكومة الصهيونية ، فإنّ “المبادئ الخمسة” التي صودق عليها، هي بحسب الترتيب، كما ورد بالبيان، وبشكل حرفيّ:
1. نزع سلاح حماس.
2. إعادة جميع الأسرى؛ أحياءً وأمواتًا.
3. نزع سلاح قطاع غزة.
4. سيطرة أمنيّة إسرائيليّة على قطاع غزة.
5. وجود حكومة مدنية بديلة، غير حماس، أو السلطة الفلسطينية.
رامير أقر بأن قواته مرهقة، وبأن المعدات العسكرية بحاجة إلى صيانة، وهناك مشاكل إنسانية وصحية على الأرض.
هذا الجدل جاء غداة قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين “إنه ليس على علم بالخطط الإسرائيلية، لكن أي قرار يتعلق باحتلال كامل قطاع غزة يعود لإسرائيل”، ما فسّره كثيرون بأنه ضوء أخضر للمضي في احتلال القطاع. فعن أي مفاوضات سلام يتحدثون؟ والجميع يعلم أن الاحتلال والسلام نقيضان لا يلتقيان أبدا . بقلم : ابراهيم عبدالله الحسين
نابلس : فلسطين المحتله
تم النشر https://awla-elqiblatain.news
