#الفلسطيني مسود وجه أينما حل
#يحمل حقيبته من منفى إلى منفى ولا يجد غير الأسى مأوى
#إذا وقف في بلاد العرب قالوا هذا ضيفٌ ثقيل وإن عمل قالوا سرق رزقنا
يُصفّق له حين يرفع اسم الوطن لكنهم يرمونه حين يطلب لقمة الخبز
يبنون على كتفيه المصانع والجامعات ثم ينسون اسمه عند تقسيم المكاسب
إذا بكى على وطنه اتهموه بالتاجر بدموعه وإذا صمت اتهموه بالجبان
يمد يده بالخير فيُقابَل بالشك ويُسجَن في دوائر الريبة
حين يزرع الزيتون في أرض غير أرضه يذكّرهم بأنه غريب يطرق الباب
وحين يبدع في الشعر والفكر يقال: ما لنا وله، هذا دخيلٌ لا يستحق
في أوروبا يتعلم ويعلّم فيُرفع على المنابر مثالاً، لكنه يبقى لاجئاً بلا جواز
وفي الخليج يبني العمران بعرقه فإذا تعب قيل له: عد إلى حيث لا وطن لك
في المهاجر البعيدة يضيء عقله الجامعات ويكتب اسمه في كتب العلم لكنه ينام مكسور الروح
الفلسطيني إذا صرخ على حقه يُتَّهَم بالإرهاب وإذا سكت يُدفن تحت غبار النسيان
هو الغريب الذي كلما أخلص للوطن المضيف أُهين في لحظة عابرة
هو الممدوح حين يحتاجونه والمذموم حين يطلب أبسط حقوقه
يبكي على أرضه الضائعة فإذا سمعوه قالوا: لماذا لا تنسَ وتعيش؟
وحين يحاول أن ينسى يذكّرونه بأنه بلا وطن، يجلدونه بالتاريخ
الفلسطيني صفحة ممزقة، يقرؤها البعض فيكتبون فيها بطولة، ويقرؤها آخرون فيلطخونها بالعار
يحمل علمه في قلبه أينما سار، كل الأوطان تعامله كضيفٍ أبدي، وكل البيوت تغلق الباب في وجهه
يبقى يطوف على الدنيا، مدحاً وهجاءً، كأنه مخلوق بين لعنةٍ وكرامة
ويموت واقفاً مثل زيتونةٍ عتيقة، لا ظل لها إلا في الذاكرة
#الشرفاء